ثورة في عالم الطب ... اختبار دم يتنبأ بحالة الخدج الصحية المستقبلية

13:23
29-08-2024
ثورة في عالم الطب ... اختبار دم يتنبأ بحالة الخدج الصحية المستقبلية

أظهرت دراسة جديدة نُشرت في أوائل آب أغسطس 2024 في المجلة الأميركية لخلايا الجهاز التنفسي، *The American Journal of Respiratory Cell and Molecular Biology*، أن اختباراً بسيطاً للدم يمكن أن يساهم في التنبؤ بمشاكل الجهاز التنفسي المزمنة لدى الأطفال الخدّج. وهذا الاكتشاف يوفر فرصة للتشخيص المبكر والتدخل العلاجي السريع.

في التفاصيل، قامت الدراسة، التي أجراها فريق من معهد مردوخ لأبحاث الأطفال (MCRI) في أستراليا، بتحليل التغيرات في بروتينات الدم المرتبطة بمدة الحمل والولادة المبكرة ووزن الرضيع وجنسه. وقد أظهرت النتائج أنه يمكن تحديد وجود خلل في الرئة والشعب الهوائية (الذي قد يؤدي لاحقاً إلى أمراض مزمنة) خلال أول 72 ساعة بعد الولادة بناءً على هذه العوامل.

والجدير ذكره أنّ العديد من الأطفال الخدج يعانون من مشاكل تنفسية بسبب ولادتهم قبل اكتمال نموهم، مما يتطلب دعم الجهاز التنفسي بالأكسجين المركز. وعلى الرغم من أن هذا العلاج قد ينقذ حياتهم، إلا أنه يمكن أن يسبب أضراراً في أنسجة الرئة عند الاستخدام لفترات طويلة، مما يؤدي إلى مشاكل مزمنة في الرئة والأعصاب. وتشير الدراسات إلى أن هذه المشاكل تصيب حوالي 65% من الأطفال الخدج.

وفي تفاصيل الدراسة، فقد شملت الدراسة 23 طفلاً ولدوا قبل 29 أسبوعاً من الحمل. وفحص الباحثون 493 نوعاً من البروتينات في دم هؤلاء الأطفال الخدج ووجدوا تغييرات في 49 بروتيناً لدى الأطفال الذين عانوا لاحقاً من خلل الرئة والشعب الهوائية. وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه التغيرات كانت ملحوظة في غضون أربع ساعات من الولادة.

كان التشخيص التقليدي لخلل الرئة والشعب يحدث عادةً في الأسبوع 36 من الحمل، مما يجعل التشخيص مبكراً للأطفال المبتسرين أمراً صعباً. ومع ذلك، فإن استخدام اختبار بروتينات الدم الجديد يمكن أن يوفر تنبؤات دقيقة وواضحة في وقت مبكر يصل إلى أربع ساعات بعد الولادة، مما يسمح بالتدخل العلاجي المبكر وبتخصيص العلاج بشكل أكثر دقة.

في هذا السياق، أفاد الفريق البحثي بأنهم يعملون على تطوير بروتوكول موحد لتقييم ومعالجة إصابة الرئة، يمكن تطبيقه على جميع الأطفال حديثي الولادة في وحدات العناية المركزة (NICU). هذا البروتوكول سيمكن الأطباء من التدخل بشكل أسرع وبوسائل أقل تعقيداً، مما يعزز فرص تحسين الحالة الصحية لهؤلاء الأطفال وتفادي المضاعفات.

بناءً على نتائج هذه الدراسة المبتكرة، فإن القدرة على إجراء تقييم مبكر لحالة الرئة لدى الأطفال الخدّج باستخدام اختبار دم بسيط تفتح آفاقاً جديدة لتحسين الرعاية الصحية. التنبؤ المبكر بمشاكل الجهاز التنفسي يتيح للأطباء اتخاذ خطوات علاجية فورية وتحديد استراتيجيات العلاج الأكثر فعالية، مما قد يساهم في تقليل المخاطر والمضاعفات المحتملة. كما أن تطوير البروتوكول الموحد لتقييم ومعالجة إصابة الرئة يعزز من قدرة وحدات العناية المركزة على تقديم رعاية أفضل وأكثر تخصيصاً لهؤلاء الأطفال، مما يؤدي إلى تحسين نتائج العلاج ورفع جودة الحياة لهم. هذا التقدم العلمي يمثل خطوة مهمة نحو تحسين التعامل مع حالات الولادة المبكرة وتعزيز فرص الشفاء الكامل للأطفال الخدّج.