"احذر: الصيام المتقطع قد يزيد من خطر الصلع!"
أشارت دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة ويستليك في تشجيانغ، الصين، إلى أن اتباع نظام الصيام المتقطع قد يزيد من خطر الإصابة بالصلع. وأوضح الباحثون أن ذلك قد يعود إلى حرمان الخلايا من الطاقة اللازمة لنمو الشعر الصحي. وفي تعليق على النتائج التي استندت إلى تجارب على الفئران، صرّح بينغ تشانغ، عالم أحياء الخلايا الجذعية وكبير مؤلفي الدراسة: "لا نسعى إلى تخويف الناس من الصيام المتقطع، ولكن من المهم فهم أنه قد يترتب عليه آثار غير مستحبة".
وعلى الرغم من أن نظام الصيام المتقطع يُشيد به كثيرون لفوائده الصحية مثل فقدان الوزن وتقليل خطر الإصابة بالخرف، إلا أن التجربة الجديدة كشفت عن تأثيرات سلبية محتملة. فقد أظهرت أن الفئران التي لم يُمنع عنها الطعام استعادت شعرها خلال 30 يومًا، في حين استغرقت الفئران التي خضعت للصيام المتقطع نحو 96 يومًا لنمو شعرها مرة أخرى.
وأوضح الباحثون أن تقليل تناول الطعام بانتظام يجعل الجسم يعتمد على مخازن الدهون بدلًا من الجلوكوز كمصدر رئيسي للطاقة، مما يؤدي إلى إطلاق مواد كيميائية قد تضر بخلايا الشعر.
ولا بدّ من الإشارة إلى ان نظام الصيام المتقطع هو نهج غذائي يعتمد على تحديد فترات معينة لتناول الطعام وأخرى للصيام، دون التركيز على نوعية الطعام بقدر ما يهتم بجدول توقيت الأكل. يُعد من أشهر أنماطه صيام 16 ساعة يوميًا مع تناول الطعام خلال 8 ساعات فقط، أو الصيام لمدة 24 ساعة مرة أو مرتين أسبوعيًا. يهدف هذا النظام إلى تعزيز حرق الدهون وتحسين الصحة العامة من خلال تحفيز الجسم على استخدام مخازن الدهون كمصدر للطاقة بدلاً من الجلوكوز. يُشيد المدافعون عنه بفوائده المحتملة مثل فقدان الوزن، تحسين حساسية الأنسولين، وخفض مخاطر بعض الأمراض المزمنة. ومع ذلك، يتطلب هذا النظام الالتزام والحرص على تحقيق التوازن الغذائي خلال فترات تناول الطعام.
يُذكر أن دراسة سابقة نُشرت هذا العام أشارت إلى أن الصيام المتقطع قد يُضاعف خطر الوفاة بسبب مشاكل القلب. وأظهرت الدراسة، التي شملت 20 ألف شخص بالغ، أن من يتناولون الطعام خلال فترة 8 ساعات فقط يوميًا معرضون لخطر الإصابة بنوبات قلبية وسكتات دماغية بمعدل يزيد عن الضعفين مقارنة بغيرهم.
تشير هذه الدراسات إلى أن الصيام المتقطع، على الرغم من شعبيته والفوائد الصحية التي يُنسب إليه، قد يكون له آثار جانبية غير متوقعة تؤثر على صحة الشعر والقلب. يبرز هذا أهمية النظر إلى الأنظمة الغذائية من منظور شامل يأخذ في الاعتبار الفوائد والمخاطر المحتملة على حد سواء. كما ينبغي على الأفراد الراغبين في اعماد هذا النظام استشارة متخصصين في التغذية لضمان توافقه مع احتياجاتهم الصحية والجسدية. كما أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم الآليات الكامنة وراء هذه التأثيرات السلبية وتحديد مدى انتشارها بين البشر، نظرًا لأن الكثير من الدراسات الحالية تركز على التجارب الحيوانية.
ختاماً، يبقى التوازن هو المفتاح لأي نمط حياة صحي. يجب أن يكون الهدف هو تحقيق فوائد طويلة الأمد دون الإضرار بالجوانب الأخرى للصحة، مع مراعاة أن الأنظمة الغذائية ليست حلاً واحداً يناسب الجميع، بل تتطلب تكييفًا فرديًا يتماشى مع الاحتياجات والتحديات الصحية لكل شخص.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية