إجهاد العين: هل الضوء الأزرق هو السبب الحقيقي؟

10:10
21-09-2024
إجهاد العين: هل الضوء الأزرق هو السبب الحقيقي؟

يعاني الكثيرون من إجهاد العين بعد قضاء فترات طويلة أمام الشاشات، ويُعتقد أن الضوء الأزرق الصادر عن هذه الأجهزة هو السبب وراء ذلك. لكن صحيفة «واشنطن بوست» تشير إلى ضرورة عدم الافتراض بأن الضوء الأزرق هو الجاني الرئيسي، أو إنفاق الأموال على نظارات خاصة لتقليل تأثيراته.

بحسب الصحيفة، فإننا نتعرض يومياً للضوء الأزرق من الشمس، وبدرجات أقل من الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية والتلفزيونات. ومع زيادة الوقت الذي نقضيه أمام الشاشات، زادت المخاوف بشأن هذا الضوء. لكن الأطباء اكتشفوا أن السبب وراء تعب العينين هو "متلازمة رؤية الكمبيوتر"، وهي حالة تصيب الأشخاص الذين تضعف قدرتهم على التكيف مع التحديق المستمر في الشاشات. وأكد أطباء العيون أن الضوء الأزرق يعد عاملاً ثانوياً في ما يتعلق بالإجهاد.

وبحسبهم، فإن التعرض المفرط لأشعة الشمس، وقراءة الشاشات عن قرب شديد، يمثلان تهديدات أكبر لصحة العيون. ووفقاً لتصريحات ثلاثة أطباء عيون، فإن فائدة نظارات الضوء الأزرق مبالغ فيها، ولا توصي الأكاديمية الأميركية لطب العيون بهذه النظارات بسبب نقص الأدلة العلمية التي تثبت أن الضوء الأزرق يسبب ضرراً دائماً للعيون.

في هذا السياق، عندما سُئل الأطباء عن الحلول الأخرى لمشاكل العين الناتجة عن استخدام الشاشات، أشاروا إلى فوائد الضوء الأزرق للصحة العقلية والجسدية، لكن الكميات الكبيرة منه قد تكون خطرة على العينين. وذكر ديفيد رامزي، مدير قسم أبحاث طب العيون، أن الشمس هي المصدر الأقوى للضوء الأزرق مقارنة بشاشة الهاتف. وأكد أن التعرض للشاشات لا ينتج ضوءاً كافياً لإيذاء العينين، لكن تأثيرات الاستخدام طويل الأمد لا تزال غير معروفة.

في التفاصيل، قال ديفيد رامزي، مدير قسم أبحاث طب العيون في مستشفى لاهاي والمركز الطبي في ماساتشوستس، إن الشمس مصدر يعد أقوى بكثير من شاشة هاتفك، والتعرض للشاشات عموماً لا ينتج من الضوء ما يكفي لإيذاء أعيننا، ولكن نحن لا نعرف بعد التأثيرات التراكمية جراء استخدام الهاتف لسنوات.

وأضاف: «لكن إذا كنت تشك في أن هاتفك يضر بنومك، فمن المحتمل أن تكون لديك مشاكل أكبر، إذ إن تصفح وسائل التواصل الاجتماعي ليلاً يعرضنا لمحتوى يجعلنا متحمسين أو منزعجين أو قلقين، واستخدام هاتفك حتى تغفو يمكن أن يرهق عقلك».

قالت ميليسا بارنيت، مديرة طب العيون بجامعة كاليفورنيا، إن «الحماية من الضوء الأزرق لن تضر، لكنها لن تساعد بالضرورة بشكل كبير».

وأضافت أن خصائص العيون تختلف من شخص لآخر، وقد يتطلب الأمر زيارة طبيب العيون وإجراء فحص للعين لمعرفة التعديلات التي ستحدث فرقاً حقيقياً عند استخدام الشاشات، مثل النظارات أو الأدوية.

إذا كنت تشعر أن استخدام هاتفك يؤثر على نومك، فقد يكون لديك مشاكل أكبر. فالتصفح على وسائل التواصل الاجتماعي ليلاً يمكن أن يؤدي إلى إثارة القلق والإجهاد.

بصفة عامة، يعد السبب الأكثر شيوعاً لإجهاد العين هو عدم إغماضها بشكل كافٍ. فعادةً، يغمض البشر عيونهم نحو 15 مرة في الدقيقة، لكن هذا المعدل ينخفض إلى 6 مرات عند استخدام الشاشات. وهذا الانخفاض قد يؤدي إلى جفاف العينين.

يمكننا القول أنه لإراحة عينيك وتخفيف إجهادها، يمكنك اتباع عدة نصائح بسيطة وفعّالة. من المهم تطبيق قاعدة 20-20-20، حيث يجب أن تأخذ استراحة كل 20 دقيقة لتنظر إلى شيء يبعد 20 قدماً لمدة 20 ثانية. كما يمكنك إغماض عينيك لفترات قصيرة بين فترات الاستخدام لترطيبها. تأكد من ضبط الإضاءة في الغرفة لتكون متوازنة مع سطوع الشاشة، واجعل المسافة بين عينيك والشاشة تتراوح بين 50-70 سنتيمتراً. استخدام قطرات مرطبة يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف جفاف العين. يُفضل تجنب الشاشات قبل النوم بساعة لتقليل تأثير الضوء الأزرق على نومك. أخذ فترات راحة قصيرة بعد كل ساعة من العمل على الكمبيوتر، مع القيام بتدليك الجفون بلطف وتحفيز الدورة الدموية، يمكن أن يكون مفيدًا. لا تنسَ القيام بتمارين بسيطة للعين، مثل تدويرها أو التركيز على أشياء قريبة ثم بعيدة. وأخيرًا، إذا كنت تستخدم الشاشات بكثرة، فكر في الحصول على نظارات مصممة لتقليل إجهاد العين. اتباع هذه الخطوات يمكن أن يساعد بشكل كبير في تحسين الراحة البصرية وتقليل التعب.

ومن بين النصائح الأهم، الحفاظ على مسافة مناسبة بين العينين والشاشات، ويُنصح باتباع قاعدة "20-20-20": كل 20 دقيقة من العمل، خذ استراحة لمدة 20 ثانية ووجه نظرك إلى شيء يبعد 20 قدماً على الأقل. الأهم من ذلك، يجب أن تُجرى فحوصات شاملة للعين بانتظام، تقريباً مرة واحدة في السنة.