أظهرت دراسة حديثة أن الأنظمة الغذائية النباتية قد تحقق فوائد صحية مماثلة لتلك المرتبطة بحمية البحر المتوسط التقليدية، مع تقليل الأثر البيئي بشكل ملحوظ.
تُعد حمية البحر المتوسط من أكثر الأنظمة الغذائية الموصى بها، نظراً لاعتمادها على الأطعمة الكاملة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الخضروات والفواكه والبقوليات والحبوب الكاملة، مع الحد من استهلاك الأطعمة المصنعة.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Frontiers in Nutrition»، أعدها باحثون من جامعة غرناطة والمجلس الوطني الإسباني للبحوث، واعتمدت على تصميم أربعة نماذج أسبوعية توفر نحو ألفي سعرة حرارية يومياً لكل منها.
وشملت هذه النماذج: الحمية المتوسطية التقليدية، حمية شبه نباتية تضم الأسماك، حمية نباتية تحتوي على البيض والألبان، ونظام نباتي صارم (فيغن). وأشارت النتائج إلى إمكانية بناء أنظمة نباتية متوازنة غذائياً وأكثر صداقة للبيئة، رغم أن الدراسة لم تأخذ بعين الاعتبار العادات اليومية أو التفضيلات الشخصية.
وأظهرت الدراسة تقارباً في نسب المغذيات الكبرى بين النماذج الأربعة، حيث بقيت جميعها ضمن الحدود الموصى بها للبروتينات والكربوهيدرات والدهون.
ومع ذلك، لوحظت فجوات في بعض العناصر الدقيقة مثل فيتامين D واليود، بينما سجل النظام النباتي الصارم نقصاً واضحاً في فيتامين B12، ولم تحقق أي حمية الكمية المثلى من أحماض أوميغا-3 الدهنية.
ودعت الباحثة نوِيليا رودريغيز إلى قاعدة “الشمس والملح والمكملات” لتعويض هذه النواقص، مع التركيز على التعرض الآمن للشمس، واستخدام الملح المعزز باليود، وتناول المكملات الغذائية عند الحاجة.
من ناحية أخرى، أظهرت الدراسة مزايا بيئية كبيرة للتحول نحو الأنظمة النباتية، حيث يمكن خفض انبعاثات الغازات الدفيئة بين 54 و87% عند الانتقال من النظام الغذائي الغربي التقليدي إلى النباتي.
ويقلل النظام النباتي الصارم الانبعاثات بنسبة 46% مقارنة بحمية البحر المتوسط، كما يحتاج لمساحات أراضٍ أقل بنسبة 33% وينخفض استهلاك المياه بنحو 6.6%.
وأظهرت النماذج أيضاً انخفاضاً يصل إلى 56% في معدلات الإصابة اليومية بالأمراض عند اتباع الأنظمة النباتية مقارنة بالأنظمة غير النباتية.
ورغم هذه النتائج الإيجابية، يشير الباحثون إلى أن الدراسة تبقى نموذجية ولا تعكس بدقة الظروف الواقعية، حيث تؤثر عوامل مثل التكلفة والتفضيلات الغذائية والمهارات المطبخية وتوافر المنتجات المدعّمة على الالتزام بالنظام الغذائي. وتوصي رودريغيز بالبدء بخطوات تدريجية، مثل استبدال جزء من اللحوم بالبقوليات، تجربة التوفو والتمبيه، الاعتماد على الخضروات والفاصوليا المجمدة، إضافة المكسرات والبذور، وجعل نصف الطبق من الفواكه والخضروات، مع إعداد بعض الوجبات مسبقاً لتسهيل الالتزام بالنظام النباتي. كما تنبه الدراسة إلى أن بدائل اللحوم النباتية قد تختلف كثيراً في جودتها ولا ينبغي اعتبارها بديلاً صحياً دائماً.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









