يُعد سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، ويشكل تحديًا صحيًا كبيرًا، لكنه قابل للشفاء في حال اكتشافه مبكرًا. وتؤكد الدراسات الطبية أن الكشف المبكر يزيد فرص العلاج الناجح بشكل كبير، ويقلل من المضاعفات، فضلاً عن تحسين نوعية الحياة للمرضى.
وتشير الأبحاث إلى أن نحو 65% من حالات سرطان الثدي تُشخَّص بعد الفحص المبكر، فيما يلعب الوعي المجتمعي دورًا رئيسيًا في تشجيع النساء على إجراء الفحوص الدورية ومراقبة أي تغييرات في الثدي. ويشمل الفحص المبكر الفحص الذاتي للثدي، والفحص السريري عند الطبيب، وإجراء الماموجرام الدوري للنساء فوق سن الأربعين أو اللواتي لديهن تاريخ عائلي للإصابة.
ومن العوامل التي تزيد خطر الإصابة بسرطان الثدي وجود جينات BRCA1 وBRCA2، والتاريخ العائلي للمرض، إضافة إلى أسلوب الحياة غير الصحي، مثل التغذية الغنية بالدهون وقلة النشاط البدني والتدخين واستهلاك الكحول. كما تلعب التغيرات الهرمونية، وتأخر الحمل أو استخدام العلاج الهرموني، دورًا في زيادة احتمالات الإصابة. وبالرغم من هذه المخاطر، يؤكد الخبراء أن اتباع نمط حياة صحي، إلى جانب الالتزام بالفحوص الدورية، يساهم بشكل كبير في الوقاية والكشف المبكر.
لا شك أن سرطان الثدي واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء حول العالم، لكن الأخبار الجيدة هي أن هناك خطوات عملية يمكن لكل امرأة اتخاذها لتقليل خطر الإصابة به. لا يتعلق الأمر بإحداث تغييرات جذرية في حياتك، بل باتباع عادات بسيطة وصحية تعزز من قوة جسمك وتحمي ثدييك. من الحفاظ على الوزن والنشاط البدني إلى الفحص المبكر والتغذية السليمة، كل إجراء صغير يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا في الوقاية واكتشاف المرض مبكرًا، مما يزيد فرص العلاج الناجح.
إليك أهم ثماني خطوات للوقاية:
1. الحفاظ على وزن صحي
زيادة الوزن، خصوصًا بعد انقطاع الطمث، قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي وأنواع أخرى من السرطان. الحفاظ على وزن صحي يساهم بشكل مباشر في تقليل هذا الخطر.
2. ممارسة النشاط البدني بانتظام
التمارين اليومية تحافظ على الوزن وتعزز المزاج والطاقة، كما تقلل من خطر الإصابة بأمراض عديدة، بما فيها سرطان الثدي. حتى نصف ساعة يوميًا من النشاط البدني تحدث فرقًا كبيرًا.
3. تناول غذاء صحي والحد من الكحول
النظام الغذائي الغني بالخضروات والفواكه مفيد لصحة الجسم والثدي. كما أن شرب الكحول يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لذلك من الأفضل التقليل منه أو الامتناع عنه تمامًا.
4. الإقلاع عن التدخين
التدخين يرفع خطر الإصابة بما لا يقل عن 15 نوعًا من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي. الإقلاع عنه في أي عمر يعود بالنفع الكبير على الصحة.
5. الرضاعة الطبيعية
الرضاعة الطبيعية لمدة سنة أو أكثر تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي، بالإضافة إلى فوائدها الصحية للطفل.
6. توخي الحذر مع حبوب منع الحمل
حبوب منع الحمل تزيد قليلًا من خطر سرطان الثدي، خاصة بعد سن 35 أو عند النساء المدخنات. يجب التحدث مع الطبيب حول الفوائد والمخاطر لاتخاذ القرار الأنسب.
7. تجنب العلاج الهرموني طويل المدى بعد انقطاع الطمث
العلاج الهرموني يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لذلك يُنصح باستخدامه لأقصر فترة ممكنة بعد استشارة الطبيب.
8. الأدوية الوقائية للنساء عاليات المخاطر
أدوية مثل تاموكسيفين ورالوكسيفين يمكن أن تقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء المعرضات لمخاطر كبيرة، بعد استشارة الطبيب حول الفوائد والمخاطر المحتملة.
أما على صعيد العلاج، فقد شهدت السنوات الأخيرة تطورات كبيرة، إذ تشمل الجراحة التقليدية، العلاج الكيميائي، الإشعاعي، والعلاج الهرموني، بينما تفتح الابتكارات الحديثة آفاقًا جديدة لعلاج المرضى، مثل العلاج المناعي الذي يعزز قدرة الجسم على مهاجمة الخلايا السرطانية، والعلاجات المستهدفة التي تركز على الجينات أو البروتينات المرتبطة بالورم، بالإضافة إلى الجراحة الروبوتية التي تقلل المضاعفات وتسهل التعافي.
ولا يقتصر العلاج على الجانب الطبي فقط، إذ يشكل الدعم النفسي والاجتماعي ركيزة أساسية في رحلة الشفاء. تساعد مجموعات الدعم والمبادرات المجتمعية المرضى على التكيف مع التشخيص، والتعامل مع الضغوط النفسية الناتجة عن العلاج، وبالتالي تعزيز فرص التعافي وتحسين جودة الحياة.
في الختام، يظل سرطان الثدي مرضًا خطيرًا، لكنه قابل للسيطرة والشفاء في حال تم الاكتشاف المبكر والالتزام بالعلاج المتكامل. الكشف المبكر، نمط الحياة الصحي، والتطورات الطبية الحديثة، إضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي، جميعها عناصر تمنح النساء القدرة على مواجهة المرض بثقة وأمل في التعافي واستعادة الحياة الطبيعية.
في شهر تشرين الأول أكتوبر وفي كل أشهر السنة، تبقى الرسالة الأهم هي أن الوقاية تبدأ بالوعي. فالفحص المبكر يمكن أن ينقذ حياة، والاهتمام بالصحة اليومية هو الخطوة الأولى نحو الأمان. لا يقتصر شهر أكتوبر على ارتداء الشريط الوردي، بل هو دعوة مستمرة لكل امرأة لتُحب نفسها أكثر، وتُصغي لجسدها، وتعتني بصحتها بوعي ومسؤولية.
المصدر: info3
https://info3.com/medical-news/248636/text/full/%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%85%D9%8A-%D9%84%D9%84%D9%88%D9%82%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%B3%D8%B1%D8%B7%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%AF%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%B8%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B0%D8%A7%D8%A6%D9%8A-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AD%D9%88%D8%B5%D8%A7%D8%AA
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









