يُعد ارتفاع ضغط الدم من أكثر الحالات الصحية شيوعاً بين البالغين حول العالم، ويشكل تهديداً كبيراً لصحة القلب والكليتين.
ومع ذلك، يجهل الكثيرون الدور المهم الذي يلعبه الزنك في تنظيم ضغط الدم والحفاظ على صحة الجهازين الحيويين.
فالكلى ليست مسؤولة فقط عن ترشيح الدم، بل تلعب دوراً أساسياً في توازن الأملاح والمعادن، وبالتالي في ضبط ضغط الدم. وعندما يتأثر أحد هذين النظامين، غالباً ما يتأثر الآخر.
يرتبط الزنك ارتباطاً وثيقاً بتنظيم ضغط الدم، إذ يساعد هذا المعدن الأساسي على الحفاظ على مستويات طبيعية من الضغط، كما يدعم صحة الأوعية الدموية والعضلات التي تتحكم في تدفق الدم.
يقول الدكتور وينستون مورغان، من جامعة شرق لندن، إن الدراسات أظهرت أن تنظيم مستوى الزنك داخل الخلايا، سواء بالزيادة أو النقصان، يؤثر بشكل مباشر على انقباض العضلات وانبساطها، وبالتالي على ضغط الدم.
ويحدث ارتفاع ضغط الدم عندما تنقبض خلايا العضلات الملساء في جدران الشرايين، مما يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وزيادة الضغط على جدرانها.
الكالسيوم هو المسؤول الرئيسي عن هذا الانقباض، بينما يساعد البوتاسيوم على تنظيمه.
وتشير الأبحاث إلى أن الزنك يقلل من كمية الكالسيوم في العضلات، مما يؤدي إلى استرخاء الأوعية الدموية وزيادة تدفق الدم، وبالتالي خفض ضغط الدم.
أظهرت التجارب المخبرية على الفئران والبشر أن زيادة مستويات الزنك داخل الخلايا باستخدام ناقلات الأيونات يمكن أن تخفض ضغط الدم، بينما يؤدي خفضه إلى انقباض الأوعية.
وأكد الباحثون أن الأوعية الدموية في القلب والدماغ أكثر حساسية للزنك مقارنة ببقية الجسم، ما يسلط الضوء على أهمية المعدن في حماية الأعضاء الحيوية.
في الكلى، يؤثر الزنك على بروتين ناقل الصوديوم والكلوريد (NCC)، المسؤول عن تنظيم الصوديوم في الدم.
وبالتالي، نقص الزنك قد يؤدي إلى اختلال التوازن، ما يزيد من احتباس الصوديوم وارتفاع ضغط الدم.
بالإضافة إلى ذلك، يدعم الزنك صحة الكلى والقلب والأوعية الدموية، ويعمل كمضاد للأكسدة يقلل من الإجهاد التأكسدي والالتهاب المزمن، وهما عاملان رئيسيان في تطور ارتفاع ضغط الدم.
لزيادة الزنك في النظام الغذائي، يُنصح بإدراج مصادره الحيوانية والنباتية.
من أبرز المصادر الحيوانية المحار، لحم البقر والضأن، الدجاج والديك الرومي، الزبادي والجبن، والبيض.
ما المصادر النباتية فتشمل البقوليات مثل العدس والحمص والفاصوليا، بذور اليقطين والكاجو، الحبوب الكاملة، والسبانخ والكرنب والأفوكادو. ويجب اختيار الأطعمة الطازجة قليلة الصوديوم للحفاظ على التوازن الصحي بين الزنك وضغط الدم.
الاهتمام بتناول الزنك لا يعني فقط ضبط ضغط الدم، بل يمثل خطوة أساسية في الحفاظ على صحة القلب والكليتين على المدى الطويل.
من خلال تبني نظام غذائي متوازن غني بالزنك، يمكن للأفراد تقليل المخاطر المرتبطة بارتفاع ضغط الدم وتعزيز جودة حياتهم بشكل عام.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









