قد يكون عالم علاجات السمنة والسكري على وشك تغيير جذري مع اقتراب وصول جيل جديد من الأدوية الفعّالة، يتصدره عقار يُطلق عليه مبدئيًا اسم “أوزمبيك 2.0”.
هذا الدواء، المعروف علميًا باسم Orforglipron، تطوره شركة إيلي ليلي ليكون بديلاً فمويًا للأدوية الشهيرة المعتمدة على الحقن مثل Ozempic وMounjaro، ما قد يفتح الباب أمام خيارات علاجية أكثر سهولة وراحة لملايين المستخدمين.
يهدف Orforglipron إلى تقديم نفس الفوائد التي توفرها الأدوية المعتمدة على منشطات مستقبلات GLP-1، وهي الفئة الدوائية التي أحدثت ثورة في فقدان الوزن وضبط السكري خلال السنوات الأخيرة.
وبما أنه يتناول عن طريق الفم مرة واحدة يوميًا، فإنه يعد خيارًا أكثر مرونة، خصوصًا للذين يتجنبون العلاجات المحقونة أو يجدون صعوبة في الالتزام بها.
وقد جاءت نتائج التجارب السريرية المبكرة لافتة للنظر. فقد أظهر المشاركون الذين تلقوا الجرعة الأعلى من الدواء انخفاضًا في الوزن بلغ متوسطه 22.9 رطلًا خلال 72 أسبوعًا—وهو انخفاض كبير مقارنة بالدواء الوهمي.
ويعمل الدواء بطريقة مشابهة للسماغلوتيد (المكون الفعّال في Ozempic)، إذ يساعد على تقليل الشهية، إبطاء الهضم، وتحسين استجابة الجسم للغلوكوز، ما يجعله مناسبًا لمرضى السمنة والسكري من النوع الثاني على حد سواء.
أحد أبرز عناصر الجذب في هذا العقار هو غياب القيود الغذائية أو تلك المتعلقة بشرب الماء، وهي قيود غالبًا ما ترافق بعض الحبوب الأخرى.
هذا يمنح المرضى حرية أكبر في الاستخدام اليومي ويجعل الالتزام العلاجي أكثر سهولة.
ورغم موجة الحماس التي يثيرها Orforglipron، يبقى الخبراء متحفظين قليلًا. فالدراسة لا تزال في مراحلها التجريبية، ولم يحصل الدواء بعد على موافقة الجهات التنظيمية.
ويرى الأطباء أن تقييم الأثر الطويل المدى على الصحة والسلامة ضروري قبل تداوله بشكل واسع. كما يجب التأكد من فعاليته المستمرة في الحياة اليومية خارج إطار التجارب المحكمة.
وتشير شركة إيلي ليلي إلى أنها تخطط للتقدم بطلبات الموافقة قريبًا، ما يعني أنه قد يكون متاحًا للجمهور بحلول عام 2026 إذا سارت الأمور كما هو متوقع.
في حال حصوله على الموافقة، فقد يمثل Orforglipron نقطة تحول في التعامل مع السمنة والسكري، ليس فقط لأنه يقدم خيارًا خاليًا من الإبر، بل لأنه قد يساهم في تحسين صحة التمثيل الغذائي بشكل شامل. نجاحه المحتمل قد يعيد رسم مستقبل أدوية فقدان الوزن ويجعلها في متناول شريحة أكبر من الناس.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









