شكّل عام 2025 نقطة تحوّل فارقة في تاريخ الصناعات الدوائية، بعدما انتقلت الابتكارات الطبية من مجرد تحسينات تدريجية إلى قفزات نوعية غيّرت أساليب العلاج، ووسّعت آفاق الأمل أمام ملايين المرضى حول العالم.
فقد برزت أدوية جديدة، وتوسّعت استخدامات علاجات قائمة، مدفوعة بتقدم الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الجينية، والبحوث السريرية واسعة النطاق.
ثورة في علاج السرطان
واصلت أدوية العلاج المناعي ترسيخ مكانتها في مواجهة السرطان. فقد عزّز دواء Keytruda موقعه كأحد أكثر العلاجات استخدامًا عالميًا بعد توسيع اعتماده ليشمل أنواعًا إضافية من سرطانات الرئة والجهاز الهضمي. كما حقق Opdivo نتائج مشجعة عند دمجه مع علاجات موجّهة، ما رفع معدلات البقاء على قيد الحياة لدى مرضى الحالات المتقدمة.
وفي خطوة اعتُبرت اختراقًا علميًا، أثبت Enhertu فعاليته في سرطانات الثدي والرئة ذات الطفرات الجينية النادرة، بينما شهدت علاجات الخلايا المناعية مثل Kymriah تحسينات لافتة في مستويات الأمان وتقليل الآثار الجانبية.
السمنة والسكري: من إدارة المرض إلى الوقاية
برزت أدوية التمثيل الغذائي كأحد أبرز عناوين 2025. فقد تجاوز Ozempic دوره التقليدي في علاج السكري، ليصبح جزءًا من استراتيجيات الوقاية القلبية. أما Wegovy، فساهم في تغيير نظرة الطب إلى السمنة باعتبارها مرضًا مزمنًا يتطلب علاجًا طويل الأمد.
وسجّل Mounjaro انتشارًا واسعًا بفضل فعاليته المزدوجة في ضبط السكر وخفض الوزن، بينما دخل Zepbound بقوة إلى بروتوكولات علاج السمنة السريرية في عدة دول.
أفق جديد لأمراض القلب
في أمراض القلب والكوليسترول، فرض Leqvio نفسه كخيار مريح للمرضى بفضل جرعاته نصف السنوية، فيما واصل Repatha لعب دور رئيسي في الوقاية من الجلطات القلبية والدماغية.
كما توسّع استخدام Jardiance ليشمل مرضى قصور القلب غير المصابين بالسكري، ما عزز مكانته كدواء متعدد الفوائد.
اللقاحات تعود إلى الواجهة
على صعيد الوقاية، شهدت اللقاحات دفعة جديدة. فقد طُرحت نسخة محدّثة من Spikevax لمواجهة متحوّرات فيروسية جديدة، بينما شكّل mRESVIA إضافة مهمة لحماية كبار السن من الفيروس التنفسي المخلوي.
واستمرت برامج التطعيم الموسّعة بلقاح Gardasil 9 في تقليص معدلات الإصابة بسرطانات مرتبطة بفيروس الورم الحليمي.
أمل جديد لمرضى الأعصاب
في مجال الأعصاب، حظي مرضى ألزهايمر المبكر ببارقة أمل مع توسيع استخدام Leqembi، الذي أظهر قدرة على إبطاء تطور المرض.
كما مثّل Zurzuvae نقلة نوعية كأول علاج فموي مخصص لاكتئاب ما بعد الولادة.
العلاج الجيني: من المختبر إلى الواقع
بلغ الطب الجيني مرحلة التطبيق العملي الواسع في 2025. فقد دخل Casgevy التاريخ كأول علاج قائم على تقنية كريسبر لفقر الدم المنجلي، بينما واصل Zolgensma وRoctavian تغيير حياة مرضى الأمراض الوراثية النادرة بعلاجات طويلة الأمد.
لم يكن 2025 مجرد عام لإطلاق أدوية جديدة، بل محطة مفصلية أعادت تعريف العلاقة بين الطب والتكنولوجيا. فمع هذه الإنجازات، يقترب العالم أكثر من طب شخصي، وقائي، وأكثر إنصافًا، حيث لم يعد العلاج مجرد وصفة، بل استثمارًا في جودة الحياة ومستقبل الصحة العالمية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









