في عام 2025، تصدرت التحذيرات بشأن المواد الكيميائية الصناعية قائمة المخاطر العالمية، إذ حذر العلماء من تأثيراتها الخطيرة على صحة الإنسان والنظم البيئية والزراعة. وجاءت هذه التحذيرات لتسلط الضوء على المواد الأكثر انتشارًا مثل الفثالات والبيسفينولات والمبيدات ومواد PFAS، التي يُرجح أن تتسبب في ارتفاع معدلات السرطان واضطرابات النمو العصبي والعقم، بالإضافة إلى تبعات اقتصادية وبيئية هائلة، ما جعل مكافحة التلوث الكيميائي أحد أبرز التحديات البيئية والصحية لهذا العام.
ويشير التقرير الصادر يوم الأربعاء إلى أن العبء الصحي الناتج عن المواد الكيميائية مثل الفثالات، البيسفينولات، المبيدات الحشرية، ومواد الـPFAS المعروفة باسم “المواد الكيميائية الدائمة” يصل إلى نحو 2.2 تريليون دولار سنويًا — أي ما يعادل تقريبًا أرباح أكبر 100 شركة عامة في العالم. ويؤكد الباحثون أن معظم أضرار النظم البيئية لم يتم تسعيرها بعد، لكن حتى حساب جزئي لتأثيرات البيئة، بما في ذلك خسائر الزراعة والالتزام بمعايير سلامة المياه بالنسبة لمواد PFAS والمبيدات، يشير إلى تكلفة إضافية تبلغ 640 مليار دولار. وهناك أيضًا عواقب محتملة على السكان البشر، حيث خلص التقرير إلى أنه إذا استمر التعرض للمواد المفسدة للهرمونات مثل البيسفينولات والفثالات بالمعدلات الحالية، فقد يؤدي ذلك إلى انخفاض عدد المواليد بين 200 و700 مليون طفل في الفترة من 2025 إلى 2100.
ويشير التقرير إلى أن الفريق البحثي ضم عشرات العلماء من مؤسسات مثل معهد الصحة الوقائية، مركز الصحة البيئية، Chemsec، وعدة جامعات في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بما في ذلك جامعة ساسكس وجامعة ديوك. وقاد الفريق الأساسي شركة Systemiq، وهي شركة تستثمر في مشاريع تهدف إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة واتفاق باريس بشأن تغير المناخ. وقال المؤلفون إنهم ركزوا على هذه الأنواع الأربعة من المواد الكيميائية لأنها “من بين الأكثر انتشارًا والأكثر دراسة على مستوى العالم، مع أدلة قوية على الضرر الذي تسببه على صحة الإنسان والنظم البيئية”.
ووصف فيليب لاندريجان، طبيب الأطفال وأستاذ الصحة العامة العالمية في كلية بوسطن، التقرير بأنه “نداء للاستيقاظ”، مؤكدًا: “يجب على العالم أن يستيقظ ويفعل شيئًا بشأن التلوث الكيميائي. وأود أن أقول إن مشكلة التلوث الكيميائي خطيرة تمامًا مثل مشكلة تغير المناخ”.
وقد شهد التعرض البشري والبيئي للمواد الكيميائية الصناعية زيادة كبيرة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مع ارتفاع إنتاج المواد الكيميائية بأكثر من 200 مرة منذ خمسينيات القرن الماضي، ويوجد حاليًا أكثر من 350,000 مادة كيميائية صناعية في السوق العالمية.
المصدر: Info3
https://info3.com/medical-news/258607/text/full/2025-%D8%AA%D8%AD%D8%B0%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%A7%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A%D8%A9
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









