أطلق باحثون في جامعة روتشستر الأميركية تحذيرًا من مكوّن شائع الاستخدام في مشروبات الطاقة، قد يكون له دور في تسريع نمو نوع خطير من سرطان الدم يُعرف باللوكيميا النخاعية، وهو مرض يصيب خلايا الدم ونخاع العظم.
نذكر أنّ اللوكيميا النخاعية، وهي إحدى أشكال السرطان التي تنشأ في نخاع العظم، تؤدي إلى إنتاج غير منتظم وخارج عن السيطرة لكريات الدم البيضاء، ما يُضعف الجهاز المناعي ويجعل الجسم أكثر عرضة للعدوى.
من جهتها، أشارت الدكتورة جين ليزفيلد، وهي أخصائية أورام تشارك في علاج مرضى اللوكيميا وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة المنشورة حديثًا في مجلة Nature، إلى أن مادة التورين، وهي حمض أميني يُضاف إلى مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية، يمكن أن تسهم في تعزيز نمو الخلايا السرطانية في نخاع العظم. وأضافت: “تشير النتائج إلى أن ارتفاع مستويات التورين في بيئة نخاع العظم قد يسرّع من تطور اللوكيميا، ما يستدعي الحذر الشديد عند استخدامه كمكمل غذائي، خاصة بجرعات عالية”.
والتورين، الذي يُنتَج طبيعيًا في الجسم ويتوفر في أطعمة مثل الأسماك، والدواجن، والمأكولات البحرية، يلعب أدوارًا حيوية في الجسم مثل تنظيم ضغط الدم، وتعزيز وظائف الأيض، والمساعدة في ترطيب الجسم، ودعم صحة الأعصاب، بالإضافة إلى دوره في إنتاج أملاح الصفراء اللازمة للهضم. وغالبًا ما يُسوَّق كمكوّن مفيد في مشروبات الطاقة ومساحيق البروتين.
ويقوم بعض مرضى السرطان باستخدام مكملات التورين على أمل أن تخفف من الأعراض الجانبية للعلاج الكيميائي، مثل الغثيان والتعب، وأحيانًا لتحسين المناعة. لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن هذه الممارسات قد تكون غير آمنة لمرضى اللوكيميا بالتحديد.
في هذا السياق، كتب الباحثون الأميركيون في دراستهم: “نظرًا لكون التورين مكونًا شائعًا في مشروبات الطاقة ويُستخدم كمكمل غذائي من قبل مرضى السرطان، فإن نتائجنا تبرز الحاجة إلى إعادة تقييم استخدامه، خاصة في حالات الإصابة باللوكيميا”. وتسلط هذه النتائج الضوء على أهمية توخي الحذر عند استهلاك مشروبات الطاقة والمكملات، خصوصًا لدى الأفراد المعرضين للإصابة بأمراض الدم أو أولئك الذين يخضعون للعلاج من السرطان. في ضوء ذلك، يُنصح باللجوء إلى بدائل طبيعية أكثر أماناً تؤدي وظائف مشابهة دون المخاطر المحتملة. يمكن مثلاً استخدام الإلكتروليتات الطبيعية مثل الماء الممزوج بعصير الليمون ورشة ملح البحر لتعويض السوائل وتعزيز الطاقة، أو الاعتماد على الأطعمة الغنية بفيتامينات B والبروتينات التي تدعم النشاط الذهني والبدني. كما يُعدّ المغنيسيوم والكوإنزيم Q10 من المكملات المفيدة لدعم وظائف الخلايا وتقوية المناعة، خصوصاً لدى المرضى الذين يخضعون لعلاجات طبية مرهقة. وفي حال الحاجة إلى تعزيز التركيز واليقظة، يمكن اللجوء إلى الشاي الأخضر أو القهوة الطبيعية باعتدال، بدلاً من مشروبات الطاقة المليئة بالمنشطات الصناعية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









