تكتسب “قهوة الفطر” رواجاً متصاعداً في الأوساط المهتمة بأساليب الحياة الصحية، باعتبارها بديلاً أكثر توازناً للقهوة التقليدية، إذ تجمع بين فوائد الفطر الطبي ونسبة معتدلة من الكافيين. ومع أن فكرة تناول الفطر كمشروب قد تبدو غريبة للبعض، فإن هذا النوع من القهوة يحظى بشعبية متزايدة بين أولئك الذين يبحثون عن دفعة من الطاقة وتحسين في التركيز دون الأعراض الجانبية المرتبطة بالإفراط في استهلاك الكافيين.
في التفاصيل، وبحسب تقرير نشرته شبكة “Fox News” الأميركية، فإن قهوة الفطر تُعد خياراً مفضلاً للعديد من محبي الصحة، لما توفّره من خصائص صحية متنوّعة. وأشارت مراجعة صادرة عن “هارفارد هيلث” إلى أن هذا المشروب قد يسهم في تحسين جودة النوم، ودعم الجهاز المناعي، وتقليل الالتهابات، إلى جانب تأثيره الإيجابي على المزاج وصحة الجهاز الهضمي.
وتتكون قهوة الفطر عادة من أنواع معينة من الفطر الطبي، أبرزها “ريشي”، “الشاغا”، “عرف الأسد”، “كورديسيبس”، “ذيل الديك الرومي”، و”الفطر الملكي”. وتُعرف هذه الفطريات بكونها من “المكيّفات الحيوية” (Adaptogens)، أي أنها تساعد الجسم في التكيف مع الضغوط النفسية والبيئية، وهو ما يجعلها خياراً مثالياً للذين يعانون من التوتر أو الإرهاق المزمن.
وعلى الرغم من احتوائها على الكافيين، فإن مستواه في قهوة الفطر يقلّ عن القهوة العادية بحوالي 50%، ما يمنح الجسم طاقة مستدامة دون الشعور بالقلق أو الانهيار المفاجئ في النشاط. وتُحضّر هذه القهوة عادة بمزج مسحوق الفطر المجفف مع القهوة أو الأعشاب.
من جهتها، المذيعة الأميركية دانا بيرينو شاركت تجربتها الشخصية مع هذا المشروب عبر حسابها على “Instagram”، مشيرة إلى أنها بدأت تناول قهوة الفطر بدلاً من شاي الإفطار الإنجليزي. وأوضحت أنها لا تحب مذاق القهوة العادية لكنها تحب رائحتها، ما جعل قهوة الفطر خياراً مثالياً بالنسبة لها، خصوصاً عند تناولها مع حليب اللوز.
من جهتها، لفتت اختصاصية التغذية إيلانا مولشتاين إلى أن الفطر المستخدم في هذا النوع من القهوة يُزرع عادة في بيئات باردة وصعبة، ما يعزز غناه بمضادات الأكسدة. وأكدت أن خصائصه تساعد في دعم الجهاز المناعي وتحسين استجابة الجسم للإجهاد.
ولا مناص من القول أنّنا بحاجة إلى المزيد من الدراسات السريرية لتأكيد الفوائد المزعومة، فإن الأبحاث الأولية حول مضادات الأكسدة الموجودة في الفطر تشير إلى إمكان مساهمتها في تعزيز الصحة العامة وإبطاء آثار التقدم في السن. فعلى الرغم من الترويج لقهوة الفطر كبديل صحي للقهوة العادية، فإن معظم فوائدها المزعومة مثل التنحيف وتقوية المناعة تفتقر إلى الأدلة العلمية، خصوصًا أن معالجة الفطر قد تفقده بعض خصائصه الطبية. الفائدة المؤكدة الوحيدة هي تقليل كمية الكافيين إلى النصف، ما يساعد على تقليل التوتر وتحسين النوم. هناك فوائد محتملة غير مؤكدة مثل الاسترخاء، تقليل الالتهاب، وتعزيز المناعة. ومع ذلك، قد تسبب مشاكل لمن يعانون من اضطرابات هضمية أو أمراض الكلى، كما أن سعرها المرتفع يجعلها خيارًا غير عملي للكثيرين.
في الختام، تُعتبر قهوة الفطر بديلاً مثيرًا للاهتمام لأولئك الذين يسعون إلى تقليل استهلاك الكافيين والاستفادة من خصائص صحية محتملة، مثل تحسين النوم وتعزيز الجهاز المناعي. ومع ذلك، ورغم التزايد في شعبيتها والفوائد المبدئية التي قد تقدمها، إلا أن معظم هذه الفوائد لم تُثبت بعد علميًا، ويتطلب الأمر المزيد من الدراسات لتأكيد فعاليتها. كما أن التكلفة المرتفعة والآثار الجانبية المحتملة قد تجعل من هذا المشروب خيارًا غير مناسب لبعض الأشخاص. في النهاية، مثل أي منتج صحي، يجب تناول قهوة الفطر بحذر، وبالنظر إلى الاحتياجات الشخصية والتوجهات الصحية لكل فرد.
والسؤال الأهم الذي يطرح نفسه: قهوة الفطر هل هي البديل المثالي للقهوة التقليدية أم مجرد موضة جديدة؟
المصدر: info3
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









