يُروَّج لزيت بذور اليقطين في السنوات الأخيرة كعلاج طبيعي لتساقط الشعر، ويشير بعض الخبراء إلى أنه قد يكون خياراً واعداً، لكنهم يحذرون من مخاطره المحتملة لدى الأشخاص المصابين بالحساسية أو بعض الأمراض الجلدية.
توضح الدكتورة سيندي واصف، الأستاذة المساعدة في كلية روبرت وود جونسون الطبية بجامعة روتجرز هيلث، أن “بعض الدراسات أظهرت أن زيت بذور اليقطين يمكن أن يساعد في الحد من تساقط الشعر وتعزيز نموه”. وتشير إلى أن فاعليته المحتملة تعود إلى قدرته على خفض مستوى هرمون DHT (ثنائي هيدروتستوستيرون)، المعروف بتأثيره السلبي على بصيلات الشعر، ما قد يسهم في إبطاء التساقط وتحفيز إعادة النمو.
من جانبها، تقول الدكتورة شاري ليبنر، أستاذة الأمراض الجلدية في جامعة ويل كورنيل ومستشفى نيويورك – بريسبيتيريان، إن زيت بذور اليقطين يحتوي على فيتامين (هـ) وأحماض أوميغا-3 وحمض اللينوليك، ما يمنحه خصائص مضادة للالتهابات ومضادة للأكسدة. وأضافت أن دراسة أجريت على 76 رجلاً يعانون من تساقط الشعر أظهرت أن الذين تناولوا كبسولات زيت بذور اليقطين لاحظوا تحسناً في نمو الشعر مقارنة بالمجموعة التي تناولت علاجاً وهمياً، لكنها شددت على أن هذا العلاج “لم يُقارن بعد بالعلاجات الطبية المعتمدة مثل المينوكسيديل”.
ومع ذلك، يحذر الأطباء من أن الزيت ليس مناسباً للجميع. فإذا كان الشخص يعاني من حساسية من اليقطين أو من نباتات مشابهة له، فيجب عليه استشارة الطبيب قبل الاستخدام. وتوضح ليبنر أن “بعض الأفراد قد يعانون من تفاعلات تحسسية أو من تداخلات مع أدوية يتناولونها بالفعل، ما قد يكون خطيراً”.
كما تنصح الدكتورة دانييل دوبين، أستاذة الأمراض الجلدية في مستشفى ماونت سيناي، مرضى التهاب الجلد الدهني بالحذر، لأن الزيت قد يغذي الخميرة المسببة لتفاقم الأعراض. وتنبه أيضاً المصابين بـالإكزيما أو الصدفية إلى احتمال حدوث تهيج أو احمرار أو حكة نتيجة استخدام الزيت.
وتخلص واصف إلى القول إن “زيت بذور اليقطين قد يكون مفيداً لمن يعانون من تساقط شعر خفيف أو في مراحله الأولى، لكنه لا يغني عن العلاجات الطبية في الحالات المتقدمة”. وتؤكد دوبين على أهمية استشارة طبيب الأمراض الجلدية قبل تجربة أي علاج تجميلي أو طبيعي لتحديد الاستراتيجية الأنسب للحفاظ على صحة الشعر.
في الختام، يُعد زيت بذور اليقطين خياراً طبيعياً واعداً قد يساعد في الحد من تساقط الشعر وتعزيز نموه بفضل خصائصه الغنية بالمغذيات ومضادات الأكسدة. ومع ذلك، فإن نتائجه تختلف من شخص لآخر، ولا يُنصح باستخدامه دون استشارة طبية، خصوصاً لمن يعانون من الحساسية أو أمراض الجلد المزمنة. لذا، يبقى التشخيص الدقيق ووضع خطة علاجية بإشراف اختصاصي الجلدية الخطوة الأهم لضمان علاج آمن وفعّال لتساقط الشعر.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









