أفاد فريق دولي من الأطباء والعلماء أن دواءً يُستخدم على نطاق واسع في عمليات الإجهاض الطبي، وهو الميفيبريستون، قد يساعد في الوقاية من سرطان الثدي لدى النساء المعرضات لخطر مرتفع للإصابة بهذا المرض. وأوضحوا أن الوصمة المرتبطة بالدواء تمنع إجراء الأبحاث الحيوية حول إمكاناته كعلاج وقائي، بحسب ما نقلت صحيفة الغارديان.
ويُستخدم الميفيبريستون حالياً، جنبًا إلى جنب مع الميسوبروستول، لإنهاء الحمل حتى الأسبوع العاشر، لكن ارتباطه بالرعاية الخاصة بالإجهاض، وقيود الوصول إلى الإجهاض في بعض الدول، يثني شركات الأدوية عن استكشاف استخدامات طبية أخرى له. ويستمر هذا التردد على الرغم من ثلاث دراسات مستقلة نشرت في 2008 و2022 و2024، أظهرت أن الدواء قد يبطئ نمو خلايا السرطان.
وفي مقال رأي نشرته مجلة The Lancet Obstetrics, Gynaecology and Women’s Health، دعا ثمانية خبراء في صحة المرأة والسرطان من لندن وإدنبرة وستوكهولم وأربيل إلى إجراء تجارب عاجلة، معبرين عن شعورهم بـ”خيبة أمل عميقة” لأن نجاح الدواء المثبت في مجال طبي واحد يمنع التحقيق في تطبيقات أخرى قد تنقذ حياة النساء.
يُعد سرطان الثدي أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء عالميًا، ويتسبب في نحو 670,000 وفاة سنويًا. وينتمي الميفيبريستون إلى فئة من الأدوية تُعرف بـمنظمات مستقبلات البروجسترون الانتقائية، ويعمل عن طريق حجب هرمون البروجسترون الذي يمكن أن يغذي نمو بعض أنواع سرطان الثدي. ويعتقد الخبراء أنه قد يوفر خيارًا وقائيًا غير جراحي للنساء اللواتي يحملن طفرات جينية مثل BRCA1 أو BRCA2، واللواتي يواجهن حاليًا خيار استئصال الثدي وقائيًا أو استخدام أدوية ذات فعالية محدودة.
وقد دعمت الجمعيات الخيرية البريطانية المعنية بالسرطان الدعوات لإجراء أبحاث أعمق. وقال الدكتور سيمون فنسنت، كبير المسؤولين العلميين في مؤسسة Breast Cancer Now، إن هناك حاجة ملحة لخيارات وقائية أكثر فعالية تحافظ أيضًا على جودة الحياة، واصفًا الأبحاث المبكرة حول الميفيبريستون بالخطوة الواعدة، ومشددًا على أهمية إجراء المزيد من الدراسات لتقييم سلامته وفعاليته.
وأشارت الدكتورة ماريان بيكر من مؤسسة Cancer Research UK إلى حجم التحدي، حيث يتم تشخيص ما يقرب من 58,000 حالة جديدة من سرطان الثدي سنويًا في بريطانيا. وأضافت أن قدرة الميفيبريستون على إبطاء نمو الخلايا قد تجعله مفيدًا في تأخير أو الوقاية من السرطان، ولكن هناك حاجة لمزيد من الدراسات لتحديد فعاليته وآليات عمله والفئات المثالية من المرضى.
وأكدت البروفيسورة كريستينا جيمزل دانييلسون من معهد كارولنسكا، الباحثة الرئيسية، أن الوصمة الاجتماعية تظل عائقًا رئيسيًا، مشددة على أن البيانات الحالية من التجارب العشوائية تدعم استكشاف استخدام الميفيبريستون كإجراء وقائي منخفض الجرعة وقصير المدى للأنواع العدوانية من سرطان الثدي.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









