في ظل تزايد الوعي الصحي والبيئي، بدأ العديد من المستهلكين يفضلون استخدام الواقيات الشمسية المعدنية بدلاً من الكيميائية، انطلاقًا من مخاوف حول تأثيرات الأخيرة على الصحة والبيئة. لكن مع هذا التحول الكبير، انتشرت العديد من المفاهيم الخاطئة حول كيفية عمل هذه الأنواع المختلفة من الواقيات الشمسية. في هذا المقال، سنوضح الفروق الحقيقية بين الواقيات المعدنية والكيميائية، ونكشف بعض الخرافات الشائعة، لنساعدك على فهم الخيارات المتاحة بشكل أفضل واتخاذ القرار الأنسب لبشرتك وصحتك.
بالنسبة للواقيات الشمسية المعدنية فهي تعتمد بشكل أساسي على أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم، وزادت شعبيتها مع تزايد القلق من الأضرار المحتملة للواقيات الكيميائية على الصحة والبيئة. لكن من الخطأ الاعتقاد أن الواقيات المعدنية خالية من المواد الكيميائية، فكل مادة تتكون من مواد كيميائية، كما أوضح براين ديفي، أستاذ الفوتوبيولوجيا المتقاعد.
تاريخ الواقيات الشمسية طويل، إذ استخدمت الحضارات القديمة وسائل متنوعة للحماية من الشمس، ولم يُكتشف الأشعة فوق البنفسجية (UV) والمواد التي تمتصها مثل كبريتات الكينين إلا في القرن التاسع عشر. وفي ثلاثينيات القرن العشرين تم التعرف على المزيد من المركبات العضوية (الكيميائية) التي تمتص هذه الأشعة.
وكان الاعتقاد السائد أن الواقيات المعدنية تعكس الأشعة فوق البنفسجية، بينما تمتصها الواقيات الكيميائية. لكن الدراسات الحديثة تشير إلى أن الواقيات المعدنية الحديثة تمتص حوالي 95% من الأشعة فوق البنفسجية، وتعكس فقط نسبة بسيطة منها. وأكدت دراسة عام 2015 أن كلا النوعين يعملان بشكل مشابه في امتصاص الأشعة.
وغالبًا ما يُطلق على الواقيات المعدنية اسم “الواقي الفيزيائي”، ويُصور أنها تحمي مثل المظلة التي تعكس المطر، لكن الحقيقة أن هذه الواقيات تقوم بتفريق (تشتيت) الأشعة فوق البنفسجية بدلاً من عكسها بالكامل. وأوضح أنطوني يونغ، أستاذ متقاعد في جامعة كينغز كوليدج لندن، أن مصطلح “انعكاس” غير دقيق، إذ إن الجسيمات تقوم بتفريق الأشعة وتمتص معظمها.
ويتفق الخبراء على أن الطريق سواء كانت بالامتصاص أو التشتيت هي أقل أهمية من النتيجة النهائية، وهي أن كلا النوعين يقللان بشكل فعّال من التعرض للأشعة فوق البنفسجية. وتؤكد الطبيبة الجلدية ماري سومرلاد أن الهدف الأساسي هو حماية الجلد من أضرار الأشعة والوقاية من خطر الإصابة بالسرطان.
باختصار، رغم أن الواقيات المعدنية تُروّج غالبًا كخيار “آمن” أكثر، فإن كلا النوعين—الكيميائي والمعدني—يقدمان حماية فعّالة من الأشعة فوق البنفسجية، وفهم آلية عملهما يساعد المستهلكين على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









