حدد فريق من العلماء الدوليين استراتيجية علاجية واعدة لسرطان القنوات الصفراوية، وهو أحد أشكال سرطان الكبد النادرة والعدوانية، التي تعرف بقلة خيارات العلاج المتاحة وصعوبة تشخيصها في المراحل المبكرة.
يُعد هذا النوع من السرطان من أكثر الأمراض فتكاً، حيث لا يتأهل سوى ثلث المرضى تقريباً للجراحة، ويظل معدل البقاء على قيد الحياة محدوداً حتى بعد إزالة الأورام.
قاد البحث فريق بقيادة الدكتورة ماريا لوز مارتينيز شانتار من مركز دراسة أمراض الكبد والجهاز الهضمي في معهد كارلوس الثالث الوطني للصحة بإسبانيا، ونُشر في مجلة «Gut» في 17 سبتمبر- أيلول 2025.
وقد ركّز الباحثون على فهم العوامل الجزيئية والتمثيل الغذائي للخلايا السرطانية لتحديد أهداف علاجية جديدة يمكن أن تمنح المرضى أملاً فعلياً.
وجد العلماء أن بروتين CNNM4 يلعب دوراً محورياً في تطور سرطان القنوات الصفراوية، إذ يشارك في نقل المغنيسيوم داخل الخلايا وخارجها، وارتفاع مستواه يُسهِم في نمو الورم ومقاومة العلاج الكيميائي.
من خلال حجب البروتين، تمكن الباحثون من إبطاء نمو الخلايا السرطانية، وزيادة حساسيتها للعلاجات التقليدية، وتحفيز عملية التسمم الحديدي (ferroptosis)، وهو نوع من الموت المبرمج للخلايا يعتمد على تراكم البيروكسيدات الدهنية والحديد، ما يؤدي إلى تدمير الأورام بشكل انتقائي.
إلى جانب استهداف البروتين، ابتكر الفريق نظام توصيل دوائي يعتمد على الحمض النووي الريبي المتداخل الصغير (siRNA) مع جزيء السكر GalNAc، ما يتيح توجيه العلاج مباشرة إلى خلايا الكبد بدقة عالية، مع تقليل الآثار الجانبية على الأنسجة السليمة. واصفت الدكتورة مارتينيز-تشانتار هذا النهج بأنه خطوة نحو الطب الشخصي، يجمع بين البيولوجيا الجزيئية وتقنيات توصيل الأدوية المتطورة، ويوفر علاجاً موجهاً وآمناً للمرضى.
وقالت الدكتورة ناروا غويكوتكسيا، المؤلفة الأولى للدراسة، إن نتائج البحث تبرز نقطة ضعف مهمة في الخلايا السرطانية يمكن استغلالها لتطوير علاجات فعالة. وأشارت إلى أن دمج الخبرة في بيولوجيا الأورام والتمثيل الغذائي الخلوي والتقنيات الحديثة يمثل تقدماً كبيراً في علاج أحد أكثر سرطانات الكبد عدوانية.
ويأتي هذا البحث ضمن شبكة عمل أوروبية تسعى لتعزيز التعاون الدولي في مكافحة سرطان القنوات الصفراوية النادر. وتشير النتائج إلى إمكانية تصميم علاجات مخصصة للمرضى بناءً على بيولوجيتهم الفردية، مما قد يفتح آفاقاً جديدة للشفاء في حالات كانت تعتبر مستعصية حتى الآن.
باختصار، يمثل الجمع بين حجب بروتين CNNM4 ونظام التوصيل المبتكر للحمض النووي الريبي تقدماً حيوياً في مواجهة سرطان القنوات الصفراوية، ويقدم أملًا ملموسًا للمرضى الذين يعانون من هذا النوع العدواني من السرطان، في وقت كانت فيه الخيارات العلاجية محدودة للغاية.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









