تشير أبحاث طبية حديثة إلى أن أدوية “GLP-1″، التي اشتهرت في السنوات الأخيرة بفعاليتها في إنقاص الوزن وضبط مرض السكري، قد تحمل فوائد أوسع بكثير مما كان متوقعاً، إذ ارتبط استخدامها بانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، خصوصاً لدى النساء.
الدراسة، التي نشرت في مجلة “JAMA Oncology” واستعرضتها شبكة «فوكس نيوز»، حللت بيانات صحية واسعة النطاق تعود إلى ما بين عامي 2014 و2024.
وركز الباحثون من جامعتي إنديانا وفلوريدا على أكثر من 86 ألف شخص بالغ يعانون السمنة، لم يكن لديهم تاريخ سابق مع السرطان، وقارنوا بين من تلقوا أدوية «GLP-1» ومن لم يتلقوها.
وأظهرت النتائج أن من استخدموا هذه الأدوية انخفض لديهم خطر الإصابة بالسرطان بشكل ملحوظ إجمالاً، مع تسجيل تأثير واضح في تقليل احتمالية الإصابة بسرطانات بطانة الرحم، المبيض، والسحايا.
ويُعزى ذلك، بحسب الخبراء، إلى الارتباط الوثيق بين السمنة وهذه الأنواع من السرطان، ما يجعل فقدان الوزن عاملاً وقائياً مهماً.
ورغم هذه النتائج المبشرة، رصد الباحثون جانباً سلبياً، إذ أشارت البيانات إلى ارتفاع خطر الإصابة بسرطان الكلى لدى فئة من مستخدمي هذه الأدوية، ما دفع العلماء إلى الدعوة لمتابعة بحثية طويلة الأمد لفهم الآليات البيولوجية الكامنة وراء هذه الظاهرة.
من جهته، أوضح الدكتور براين سلوموفيتز، المتخصص في طب الأورام النسائية، أوضح أن النتائج ليست مفاجئة تماماً، لأن السمنة تزيد من إنتاج هرمون الإستروجين في الخلايا الدهنية، وهو عامل خطر رئيسي في سرطانات مثل بطانة الرحم والمبيض. وأضاف أن أدوية “GLP-1” تساعد، عبر فقدان الوزن، على تقليل إنتاج الإستروجين، مقاومة الإنسولين، وبعض الالتهابات التي تؤثر في البيئة الداخلية للجسم، مما ينعكس إيجاباً على تقليل فرص الإصابة بالسرطان.
وأشار سلوموفيتز إلى أنه ينصح مرضى سرطان بطانة الرحم الذين أنهوا العلاج باستخدام هذه الأدوية كوسيلة للوقاية طويلة الأمد، قائلاً: “أخبرهم أن معركتهم مع السرطان انتهت، لكن علينا الآن أن نعمل لمنع المخاطر الأخرى المرتبطة بالسمنة والسكري وأمراض القلب.”
كما أوصى الأطباء بمراجعة مختصين في إنقاص الوزن واتباع برامج متابعة طبية منتظمة تمتد لخمس سنوات بعد العلاج من السرطان، مع التأكيد على ضرورة إجراء أبحاث إضافية لمعرفة ما إذا كانت هذه الأدوية يمكن أن تقلل أيضاً من احتمالية عودة السرطان لدى الناجين.
وبينما ما تزال النتائج في مراحلها البحثية الأولى، يرى خبراء أن أدوية “GLP-1” قد تمثل تحولاً جذرياً في الوقاية من السرطان، لتصبح أكثر من مجرد علاج للسمنة والسكري، بل أداة محتملة في حماية الأرواح من أحد أكثر الأمراض فتكاً في العالم.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









