كان عام 2025 أشبه بساحة مفتوحة للتجارب السريعة في عالم الموضة “Micro Trends”، حيث تناوبت الصيحات على الظهور والاختفاء بوتيرة تشبه إيقاع المنصات الرقمية.
ومع ذلك، وسط هذا الضجيج المتسارع، نجحت مجموعة محدودة من القطع في فرض حضورها والاستمرار حتى نهاية العام، لتتحول من مجرّد “ترند” عابر إلى مفردات ثابتة في لغة الأزياء المعاصرة.
أبرز مفاجآت العام جاءت من عالم الإكسسوارات الصغيرة، وتحديداً دمى “لابوبو” التي تحولت من لعبة تباع بنظام “الصندوق الأعمى” إلى رمز ثقافي عالمي.
فظهورها معلّقة على حقائب نجمات الصف الأول حوّلها إلى تعويذة الحظ لعام 2025، بل وأطلق حولها مجتمعاً من الجامعين والهواة، مع أزياء وإصدارات خاصة بها
في المقابل، شهدت الأوشحة الحريرية عودة قوية، لكن بروح جديدة.
ولم تعد مجرد قطعة تُلف حول الرقبة، بل تحوّلت إلى قمصان، فساتين، وربطات خصر، وحتى بطانات معاطف. هذه المرونة جعلتها من أكثر الأكسسوارات استمرارية، قادرة على التكيّف مع الإطلالات اليومية والرسمية على حد سواء.
أما القبعات، فقد استعادت مكانتها الأنيقة من خلال قبعات Pillbox الكلاسيكية، التي أعادت إلى الواجهة سحر الخمسينيات والستينيات.
ومنح ظهورها على منصات العرض وفي إطلالات نجمات مخضرمات طابعاً رومانسياً، وكأن الموضة قررت التباطؤ قليلاً والعودة إلى أناقة مدروسة
ومن قطع الماضي التي استعادت وهجها، عاد قميص “البولو -polo” بقوة، لكن ليس كقطعة رياضية.
في 2025، أعيد تقديمه كعنصر أساسي في الإطلالات الطبقية، بقصّات متضخمة أحياناً أو بتنسيقات جريئة جعلته قطعة محورية في خزانة المرأة والرجل على السواء.
حتى القراءة وجدت طريقها إلى الموضة، من خلال الحقائب التي تحمل أغلفة كتب كلاسيكية، أو تضم كتباً حقيقية داخلها، في رسالة رمزية تؤكد أن الثقافة لا تزال قادرة على منافسة الخوارزميات والشاشات، ولو بشكل بصري.
وفي عالم الأحذية، شهدنا مفارقة لافتة “الفليب فلوب، Flip-flop” أكثر الأحذية بساطة، صعد إلى قمة الرفاهية. تصميم واحد مرتفع السعر كان كفيلاً بإشعال النقاش وخلق طلب هائل، ليؤكد أن الفكرة، لا التعقيد، هي مفتاح الترند.
وأيضاً، الجرأة وصلت إلى المجوهرات، مع انتقال الزينة إلى أصابع القدم عبر خواتم صغيرة لامعة، رُصدت على أقدام مشاهير وموديلات عروض الأزياء، أعلنت أن الجسد كله بات مساحة للتعبير الجمالي
وفي سياق إحياء صيحات الألفية، عادت حقيبة “بادينغتون- Paddington” الأيقونية بحلّة أخف وأكثر أناقة، لتثبت أن بعض القطع قادرة على العبور بين الأجيال دون أن تفقد جاذبيتها
أما الجرأة القصوى فكانت في صعود اللانجري إلى الواجهة كزي خارجي، من الساتان إلى الدانتيل، ومن القطع الناعمة إلى تصاميم مثيرة للجدل، بدا أن الموضة في 2025 قررت كسر آخر الحواجز بين الخاص والعام.
وعلى النقيض من سنوات الأحذية الضخمة، ظهر حذاء “السنيكرينا – Sneakerina” مسطّح، خفيف، مستوحى من الباليه.
فهذا التوجه عكس رغبة واضحة في البساطة والراحة دون التخلي عن الأناقة.
حتى قطعة بسيطة مثل كنزة وردية أشعلت نقاشاً واسعاً حول الهوية واللون والذكورية، لتتحول إلى أيقونة مبيعات.
وفي ختام العام، عادت صيحة الخصر المنخفض جداً، مع إبراز عظام الحوض، في إشارة واضحة إلى تمرّد التسعينيات وحنين الـY2K الذي لا يبدو أنه سيغادر قريباً.
هكذا، لم يكن 2025 مجرد عام صيحات، بل عام رسائل بصرية، عبّرت فيها الموضة عن الحنين، الجرأة، والبحث الدائم عن معنى جديد للأناقة.





يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









