تشييع الراحل حسن حسني وسط غياب النجوم لهذا السبب وإليكم أبرز محطّات نجاحه...

غيّب الموت الممثل المصري القدير حسن حسني فجر السبت الفائت عن عمر ناهز الثمانية وثمانين عاماً إثر أزمة قلبية مفاجئة، مثلما كنّا أشرنا سابقاً، ثمّ وارى الثرى وسط غياب النجوم، فما سبب ذلك وما هي أبرز محطّات الراحل؟!

نبذة عن حياته الشخصية وما سبب الوفاة؟

وُلِد الراحل في حي القلعة/ القاهرة يوم الخامس عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول 1931. بدأ شغفه بالفن منذ تلقّيه الدروس الأكاديمية في المرحلة الابتدائية، فقدّم العديد من الأدوار وهو في مرحلة الدراسة قبل أن يحترف التمثيل. وهو متزوّج من السيدة ماجدة الحميدة، توفيت كريمته رشا عام 2013 بعد معاناتها مع مرض السرطان، فعانى بعدها من أزمة نفسية.

خلال الأيام الأخيرة قبل رحيله، شعر بألم في منطقة الصدر فتبيّن أنها بِسبب جلطة مما اضطر الأطباء لتركيب ‏قسطرة في القلب، وبعد خمس ساعات من تركيبها، وبسبب عامل التقدّم في السن لم يتحمّلها، ووافته المنية.

تشييعه وسط غياب النجوم ونقيب المهن التمثيلية يُبرّر!

غاب النجوم عن جنازة الراحل إذ حرص عدد قليل منهم وأبرزهم الفنان سعد الصغير على حضور وتشييع الجثمان في مقابر الأسرة بطريق الفيوم الصحراوي، وشهدت الجنازة على انهيار زوجة الفقيد وكريمته.

بدوره برّر نقيب المهن التمثيلية د. أشرف زكي سبب غياب النجوم في إحدى التصريحات الصحفية حيث قال بأنّ الراحل توفّي فجراً وجرى دفنه في وقت باكر من الصباح. وتابع زكي: "فنانون كثر ذهبوا إلى المستشفى وقت صلاة الظهر كما كان محدد سلفاً، منهم أشرف عبد الباقي وبيومي فؤاد وأوس أوس، لكنهم تفاجأوا بأن حسن حسني قد وري التراب في وقت سابق. وأنا كنت مسافراً عندما علمت بخبر رحيله، وعندما عدت كانت عملية الدفن قد تمت".

محطات من حياة الراحل

عمل الراحل في مسرح الحكيم الذي يعتبر خطواته الأولى في مشواره الفني، وقدم مسرحيات عديدة، منها مسرحية "عرابي" مع المخرج نبيل الألفي، ومسرحية "المركب اللي تودي" مع المخرج نور الدمرداش، وغيرهما.
ثمّ شارك النجم حسن حسني في مسلسل "أبنائي الأعزاء شكرا" مع الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي، وذلك من خلال شخصية الموظف الفاسد المرتشي، وهو الدور الذي عرفته الجماهير من خلاله.
أما سينمائياً، بدأ حسن حسني بدور صغير في فيلم "الكرنك" مع المخرج علي بدرخان في عام 1975، ثم فيلم "سواق الأتوبيس" الذي أخرجه عاطف الطيب في عام 1982، والذي كان علامة فارقة في حياته المهنية والفنية.
لاحقاً، شارك في العديد من الأفلام إلى جانب سعاد حسني، منها "أميرة حبي أنا" 1974 و"الكرنك" 1975، وتعتبر أهم أعماله هي "سواق الأتوبيس"، و"حزمني يا"، و"رأفت الهجان"، و"بوابة الحلواني"، و"المغتصبون"، و"المواطن مصري"، و"القاتلة"، و"السيد كاف"، و"سارق الفرح"، و"ناصر 56″.
أما آخر أعماله، فكانت مسلسل "سلطانة المعز" في رمضان 2020، حيث لعب دور عم حسني، وشارك أيضاً خلال موسم عيد الأضحى السينمائي الماضي بفيلم "خيال مآتة" في دور خليل مرسي الرجابي.
بذلك، بلغ رصيده الفني نحو 162 فيلماً، و120 مسلسلاً، و28 مسرحية.

في آخر تكريماته: "لحقوا يكرّموني وأنا لسه عايش"

كان قد تمّ تكريم حسني خلال فعاليات الدورة الأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي عام 2018، ووجّه الشكر حينها إلى القيّمين على المهرجان لكوْنهم كرّموه وهو على قيد الحياة، إذ قال وقتذاك:"أنا سعيد وفرحان أوي إنهم لحقوا يكرموني وأنا لسه عايش .. والله بكلمكوا جد عشان أفرح بالتكريم ده وأنا وسطيكوا لسه، فشكراً أنا سعيد بيكوا أوي، ألف شكر".

بصمة خاصة ومتميّزة صنعها الراحل

حسني الذي رحل جسداً بعدما رَسم الضحكة على وجوه الجماهير العربية، سيبقى يذكره التاريخ الفني في العالم العربي لِما قدّمه من أدوار تحمل بصمة خاصة، فهو مَن أجاد تجسيد الأدوار الشريرة والكوميدية على حد سواء ببراعة، ولطالما وصفه الفنّانون وصنّاع الدراما بأنّه "جوكر" النجوم الذي يكفل نجاح أعمالهم بهذه البصمة المُتميّزة...