"للموت" مسلسل يرصد مأساة "ضحايا المجتمع" ليُحاكي الواقع بعيون درامية...

10:00
20-04-2021
أميرة عباس
"للموت" مسلسل يرصد مأساة "ضحايا المجتمع" ليُحاكي الواقع بعيون درامية...

"ضحايا المجتمع"، كثيراً ما نسمع أو نردّد هذه العبارة حينما يأتي الحديث عن سارق هنا، متسوّل هناك وباغية هنالك حيث أنّ كل أحد من هؤلاء الذين يمثّلون الفئة الشريرة من المجتمع وُضع في ظروف مأساوية دفعته لإرتكاب الخطايا. حول هذه الفكرة ترتكز قصة مسلسل "للموت" الذي تخوض فيه شركة Eagle Films السباق الرمضاني للعام الجاري مع المخرج فيليب أسمر والكاتبة نادين جابر، وهو من بطولة ماغي بو غصن، دانييلا رحمة، باسم مغنية، خالد القيش، محمد الأحمد والقديرة صباح الجزائري، مع عدد من نجوم الدراما أمثال: رندة كعدي، أحمد الزين، فادي أبي سمرا، وسام صباغ، كارول عبود، فيفيان أنطونيوس، ختام اللحام، خالد السيد، علي الزين، سليم حلال، رنين مطر، روزي الخولي، ريان حركة وغيرهم.

مع أولى حلقاته لم تنكشف تفاصيل قصته بل ساد الغموض ليترقّب المُشاهِد ما سيحصل لاحقاً، لكن توالت المفاجآت التي وضّحت للمُتلقّي العلاقة التي تجمع الأبطال ببعضهم البعض وما يستتبعها من أحداث درامية. ففي التفاصيل، تُجسّد الممثلة ماغي بو غصن دور سحر، ومن خلال هذه الشخصية خرجت ماغي من أدوار اللايت كوميدي التي تبرع فيها لتُقدّم اليوم دور المرأة الشريرة التي قد نتعاطف معها حينما نُدرك الألم الذي عانت منه منذ طفولتها، كذلك الأمر بالنسبة لصديقتها ريم التي تقوم بدورها الممثلة دانييلا رحمة، سحر هي الطفلة التي تعرّضت للإغتصاب على يد ذويها ما إضطر بوالدتها لقتل زوجها ثم إنتحرت، أما ريم هي الطفلة التي تخلّى أهلها عنها منذ ولادتها، لذلك ساعدتهما "حنان" وهي إحدى السيدات في الحي الشعبي الذي كانت تقطن فيه سحر والتي تقوم بدورها الممثلة القديرة رندة كعدي وتأخذهما إلى الميتم، لكن تهرب الصديقتان سحر وريم ويتفقان لاحقاً على ممارسة النصب على الرجال الأثرياء حيث تتزوّجه إحداهما مدنياً فيما تدفعه الأخرى لخيانة زوجته، فترفع دعوى طلاق كي تحصل على أموال منه بعد الطلاق فتتقاسمها سحر وريم، وتستمران على هذا المنوال لحين تتزوّج ريم من هادي أي الممثل محمد الأحمد فتقع في غرامه وتفشل محاولات سحر في إنهاء إتفاق النصب عليه، لتنطلق الأحداث من هنا وذلك مع التعارف بين سحر وباسل أي الممثل خالد القيش -شقيق هادي- إلى جانب الشخصية الغامضة التي يُقدّمها الممثل باسم مغنية والذي نعتقد بحسب توقّعاتنا الدرامية أنّ الحلقات القادمة ستكشف للمُشاهِد أنّه على علم بِخبايا كل من ريم وسحر.

من جهة أخرى وفي دراسة للدوافع التي جعلت سحر وريم يُقدِمان على مثل هذا التصرف الخبيث مع الرجال الأغنياء، يشعر المُشاهِد بالتعاطف معهما حيث عكس المسلسل الواقع كما هو-بمعنى آخر- يُصنّف مسلسل "للموت" تحت خانة الدراما الواقعية حيث رصد ضحايا المجتمع الذين عانوا من القسوة والظلم في مرحلة ما من حياتهم حتى باتوا أشراراً، في ذات السياق، لفتنا الدور الذي يُقدّمه ضيف المسلسل الممثل وسام صباغ الذي إضطر للسرقة من أجل تأمين مصاريف الطبابة لوالده في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها لبنان ودول الجوار، وهذا ما رصدته أيضاً عدة مشاهد أخرى أبرزها تلك التي يظهر فيها الممثل أحمد الزين بدور بائع الخضار حيث تتخلّل حواراته مع أبناء الحي نقاشات حول غلاء الأسعار بشكل يومي بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار وإنهيار قيمة العملة اللبنانية، وهذا ما جعل المسلسل يحمل قضية معينة في نصه وحواره ما يزيد من رصيده الدرامي خلال هذا الموسم بشكل إيجابي، كما أنّ كل الشخصيات الآنف ذكرها تتحلّى بالتمكّن في الأداء التمثيلي وسنتحدث عنها بالتفصيل لاحقاً بعد التطور الدرامي الذي ستشهده في الحلقات القادمة. 

في الختام نشير إلى أنّ حلقات الأسبوع الأول من هذا العمل جعلتنا نستشف أنّ تسمية المسلسل تشير إلى أنّ شخصياته يعيشون "حب للموت"، "فقر للموت"، "ظلم للموت" وغيرها... ومع متابعة الحلقات القادمة سنكتشف مصير هذه الشخصيات التي تعاني ممّا حولها، فهل ستكون نهايته تراجيدية أقرب إلى الواقع؟!