الغموض "المُشاكِس" في حلقاته سر نجاح "تانغو" وأبطاله من الرقم الصعب!

بعد عرض أربعة عشر حلقة من مسلسل "تانغو" أصبح بإمكاننا القول بأنّ هذا العمل لقد ربح الرهان وكسب تصدُّر المشهد الدرامي خلال السباق الرمضاني الراهن.
ورغم أنّ الخيانة والإنتقام هي من الموضوعات الدرامية غير الجديدة في الأعمال التلفزيونية والسينمائية إلّا أنّ مسلسل تانغو إستطاع تقديم "طبق دسم" من هذا الموضوع بنكهة مختلفة.
منذ عرض حلقته الأولى توقّع الكثيرون نجاح هذا العمل، واليوم يصدق هذا التوقّع بعد عرض نصف حلقاته، فهذا العمل حلقة تلو الأخرى لم يفقد عنصر التشويق بل جَذَب الجمهور أكثر لمُشاهدتِه، وهذا بفضل الخط البوليسي الذي فرضه الغموض بعد حادث السير وجريمة القتل، وتتصاعد الأحداث الدرامية بالتزامن مع التطوّر الدرامي للشخصيات ضمن العمل في ظل هذه الخيانة بين الثنائيات المتمثّلة بكل من الممثل السوري باسل خياط (عامر)، الممثل اللبناني باسم مغنية (سامي)، الممثلة السورية دانا مارديني (لينا)، والنجمة اللبنانية دانييلا رحمة (فرح).
وتكتمل التوليفة بين عناصر درامية متكاملة بين أبطاله الذين هم خلف وأمام الكاميرا: الكاتب إياد أبو الشامات مع الإخراج الذي تولّاه المخرج رامي حنّا، إلى جانب الأداء المحترف للممثلين الآنف ذكرهم إلى جانب ممثلين آخرين مثل الممثل اللبناني طلال الجردي بدور المحقِّق. علماً أنّ هذا العمل هو من إنتاج شركة ايغل فيلم لصاحبها المنتج جمال سنّان.
ومع مُتابعة الأحداث والتمعُّن في التقلّبات النفسية التي تُعاني منها الشخصيات التمثيلية نستشف أنّ العمل يطرح تساؤلات عديدة منها "هل الخيانة قد تكون مبرّرة، والخائن ضحية يظلم نفسه قبل غيره؟!"، ويُسلِّط العمل الضوء على التبعات التي يواجهها المرء بعد الفشل في الحب، فإنّ عامر مثلاً يهرب من الفشل بالحب عبر الخيانة، بمقابل زوجته لينا التي تهرب من هذا الفشل عبر تعاطي المخدّرات ومحاولة الإنتحار رغم كافة محاولاتها للحفاظ على زواجها، أما سامي فيتهرّب من هذا الفشل في الحب عبر علاقة عاطفية جديدة جرّاء الإضطراب في مشاعره، ليجتمع فيما بعد ألم "لينا وسامر" من خيانة "فرح وعامر" لهما عبر إقامة علاقة قوامها الإنتقام والإضطراب النفسي على حدٍّ سواء!
وبالحديث عن هذه الشخصيات، لا بد من التعقيب على أداء كل أحد منها، فالممثل باسل خياط بدور عامر أجاد ببراعة تقديم شخصية رجل متناقض الأوجه حيث يُقدّم شخصية "المُندفع" و"الشرس"، وفي الوقت عيْنه يتعاطف المُشاهِد معه أحياناً خاصة حينما يبوح لزوجته بعدم الإرتياح معها ورغبته بالإنفصال عنها، وأحياناً أخرى نشعر بمدى أنانيته وخداعه للأشخاص من حوله، على عكس الشخصية التي تُقدّمها دانييلا رحمة بدور فرح ورغم أنها تقع في جُرم الخيانة إلا أنّها تبقى في دائرة تأنيب الضمير بإستثناء مشهدٍ واحدٍ فقط في الحلقة الرابعة عشر حينما رفضت قرار عامر بالعودة إلى زوجته التي حاولت الإنتحار بسبب الطلاق، ونُشير إلى أنّ دانييلا فاجأتنا بأدائها التمثيلي الذي لم نتوقّعه بأن يكون بهذا الإتقان كوْنها تخوض هذه التجربة لأول مرة، ونُعقِّب على أنّ دانييلا هي نجمة لبنانية عربية لكنها ترعرعت في أستراليا ما أثّر على لغتها الأم لذلك من الواضح أنّها بذلت مجهوداً من عدّة جوانب بالأخص على تحسين لغتها العربية وكيفية نطق الحروف لتُقنع المُشاهِد العربي أكثر.
أما الممثل باسم مغنية فجسّد دور سامي بإحتراف إذ وضع خبرته الفنية التي إكتسبها طيلة السنوات الماضية لتقديم دور مختلف تماماً في هذا العمل ونجح في ذلك. وبدورها الممثلة السورية دانا مارديني - بعيداً عن لغة "التطبيل"- لقد قدّمت دانا شخصية لينا بأسلوب يجعلها تنافس نجمات الصف الأول في الدراما فهي ممثلة لفتت الأنظار نحوها خلال السنوات الأخيرة واليوم أصبحت ممثلة من الرقم الصعب رغم صغر عمرها الفني لأنّ موهبتها أكبر من سنّها.
في مقلب آخر، نُشير إلى أنّ الأحداث الدرامية ضمن هذا العمل ما زالت تتصاعد بشكل مستمر ولقد إنتهت أحداث الحلقة الرابعة عشر بالأمس عبر مشهد تعترف فيه فرح لعامر بأنها حاملاً في الوقت الذي يُقرّر فيه الرجوع عن قرار الطلاق من لينا التي أقدمت على محاولة إنتحارها، وهذا ضمن الأحداث الماضية على طريقة "فلاش باك"، بينما الأحداث في الوقت الراهن التي تستعرضها هذه الحلقة فشهدت رفض لينا لإقامة علاقة مع عامر. وما لفتنا خلال الحلقة المذكورة هو الحوار الذي دار بين شقيقة فرح وإبن خالة صهرها سامي (الممثل يوسف حداد) عندما سألها عمّا لو كانت تحب شقيقتها رغم أنّ إهتمام والديْها كان ينصب أكثر على فرح، فأتى جوابها بطريقة مبطّنة وكأنها كانت تغار من شقيقتها وهذا ما أثّر على مشاعرها تجاهها!
وتبقى الأحداث القادمة كفيلة لحل لغز هذا الغموض "المُشاكِس" في أحداث مسلسل "تانغو"!
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية