أحمد السقا يخلع عباءة "الأكشن" ويُقدّم تراجيديا إجتماعية عاطفية في "ولد الغلابة"...

بعد عرض سبع حلقات من المسلسل المصري "ولد الغلابة" بات جلياً للمُشاهِد الإقرار بأنّ الممثل المصري أحمد السقا يُقدّم في هذا العمل دوراً مختلفاً تماماً عن إطار أعمال الحركة والتشويق التي إعتاد السقا على تقديمها طيلة السنوات المنصرمة.
في تفاصيل عناصر هذا العمل الدرامي، يأتي النص الذي ألّفه أيمن سلامة بإحترافية عالية واضعاً خطاً درامياً يمزج بين التراجيديا الإجتماعية مع تدفُّق المشاعر التي يُظهرها الممثلون بحسب تطوّر الأحداث وتفاعلهم معها وسط معالجة وحبكة درامية تُبعدنا عن أي ملل خلال متابعة "ولد الغلابة"، فتشهد كل حلقة على حدث تصاعدي جديد إذ نرى التحوّل الدرامي في شخصية البطل "عيسى غانم" (أحمد السقا) بسبب الظروف القاسية التي يتعرّض لها وتجعله متورّطاً في تجارة المخدرات، ولأول مرة نُشاهِد السقا في دور يتطلّب هذا الكم من العواطف والدموع خاصة المشهد الذي يُخاطب فيه صورة والده (ولقد ظهرت صورة والده الحقيقية الفنان الراحل صلاح الدين السقا) وهو يتخبّط بين موافقته على قبض المال الحرام جرّاء نقل المخدرات ومبادئه الأخلاقية التي تمنعه من ذلك، ليظهر صراعاً في داخله لكن في نهاية المطاف يضطر لقبول هذا العرض من أجل تأمين المال اللازم لعلاج والدته ونيسة التي تقدّم دورها الممثلة صفاء الطوخي، كما نذكر المشهد الذي يتلقّى فيه عيسى صدمة وفاة والدته حيث أدّاه السقا بكثير من الدراما العاطفية وسبقها المشهد الذي يطلب فيه من والدته أن ترقيه بآيات قرآنية.
ولا شكّ بأنّ النص والحوار في هذا العمل، ساهم في إظهار مقدرات تمثيلية مختلفة لدى الممثل أحمد السقا بعد باع طويل له في التمثيل حيث تُرفع له القبّعة في سعيه لتقديم شخصية درامية مغايرة عن أعماله السابقة، وبالرغم من أنّ السقا سبق وقدّم دور الرجل الصعيدي في فيلم "الجزيرة" إلّا أنّ هناك فارقاً درامياً كبيراً بين هذا الدور ومثيله في "ولد الغلابة".
علماً أنّ مسلسل "ولد الغلابة"، يجمع في بطولته إلى جانب السقا نخبة من النجوم المصريين أمثال: محمد ممدوح (تيسون)، إنجي المقدّم، مي عمر، إدوار وغيرهم، وهو من تأليف أيمن سلامة، إخراج محمد سامي وإنتاج الصبّاح إخوان.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية