إفتتح المتحف المصري الكبير أمس السبت ليعيد للأذهان روعة الحضارة الفرعونية وعبقريتها، ليس فقط في فنون العمارة والطب والفلك، بل أيضاً في تفاصيل الحياة اليومية، حيث سلّط المتحف الضوء على الجانب المدهش من تراث المصريين القدماء: فن الطهي والمائدة الفرعونية التي ألهمت العالم منذ آلاف السنين.
وفي تصريح لـ”ALArabiya” و”ALHadath”، أوضحت الدكتورة منال عز الدين، الباحثة في معهد تكنولوجيا الأغذية بمركز البحوث الزراعية، أن المصريين القدماء كانوا من أوائل الشعوب التي طوّرت وصفات الطعام وأساليب حفظه، مضيفة أن كثيراً من الوجبات التي يعرفها المصريون اليوم تعود جذورها إلى العصور الفرعونية.
وذكرت أن بعض هذه المأكولات تُعرض حالياً ضمن مقتنيات المتحف الكبير لتروي جزءاً من الحياة اليومية للمصري القديم.
وأضافت الباحثة أن الفراعنة أتقنوا التعامل مع خيرات الأرض، فاستفادوا من محاصيلهم الزراعية الغنية، وعلى رأسها البصل والثوم اللذان كانا مكونين أساسيين في معظم وجباتهم، كما استُخدما في العلاج وفقاً للبرديات الطبية القديمة لما لهما من خصائص مضادة للبكتيريا.
وتابعت موضحة أن المصريين القدماء كانوا يعتمدون على الخضراوات الورقية كالخس والقلقاس، وكان الخس يُعد رمزاً للخصوبة ويُستخدم لتعزيزها، فيما زرعوا التفاح والعنب، واستفادوا من تقنيات التجفيف لصناعة الزبيب والفواكه المجففة، وهي العادات التي لا تزال راسخة حتى اليوم في المطبخ المصري.
كما بيّنت الدكتورة عز الدين أن المصري القديم كان سبّاقاً في حفظ الأغذية بالتمليح والتجفيف، إذ حفظ الأسماك والملوخية والفواكه لتكون متاحة طوال العام، وهي تقنيات سبقت الحضارات الأخرى بقرون طويلة.
ومن بين الأكلات التي ورثها المصريون المعاصرون عن أسلافهم الفراعنة، أشارت الباحثة إلى البامية والبصارة، موضحة أن جذورها موثقة في النقوش القديمة.
كما كشفت أن المصري القديم كان أول من استخرج الزيوت الطبيعية مثل زيت الزيتون وزيت الخروع، واستخدمها في الطهي والعلاج.
ولم يقتصر إبداع الفراعنة على الطبخ فقط، بل امتد إلى صناعة العسل والخبز والكعك، إذ كانوا أول من استخرج العسل من خلايا النحل، وصنعوا منه حلويات تُشبه ما يُقدَّم في الأعياد حتى اليوم، إلى جانب الخبز الذي علموه للعالم أجمع وأصبح من أهم الأغذية في الحضارات كافة.
واختتمت حديثها مشيرة إلى أن المصريين القدماء كانوا أول من طهى الكوارع، واشتهروا بطبق فتة العدس الذي كان يُقدَّم لعمال الأهرامات لتزويدهم بالطاقة والبروتين.
وأكدت أن نظامهم الغذائي المتوازن والغني بالخضراوات والأسماك ساهم في تمتعهم بالرشاقة والصحة الجيدة، وهو سر خلود حضارتهم حتى اليوم.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









