كشفت دراسة حديثة نشرت الخميس في مجلة Obstetrics and Gynecology أن الأطفال الذين وُلدوا لأمهات أصبن بفيروس COVID-19 أثناء الحمل يواجهون خطرًا طفيفًا أعلى للإصابة باضطرابات نمائية عصبية، مثل التوحد، وتأخيرات في الكلام أو صعوبات حركية، مقارنة بأقرانهم.
وتعد الدراسة، التي شملت أكثر من 18,100 ولادة في ولاية ماساتشوستس بين أوائل 2020 ومنتصف 2021، واحدة من أكبر الدراسات التي تناولت الآثار طويلة المدى لعدوى COVID-19 على الحمل قبل الانتشار الواسع للقاحات.
وأظهرت النتائج أن من بين 861 امرأة أصيبت بالفيروس أثناء الحمل، أنجبت 140 منهن أطفالًا تم تشخيصهم لاحقًا باضطرابات نمائية أو تأخيرات في التطور عند بلوغهم سن الثلاث سنوات.
لكن الباحثين شددوا على أن الخطر الإجمالي لا يزال منخفضًا جدًا، وأن الدراسة تظهر وجود ارتباط وليس سببًا مباشرًا.
وأوضحت الدكتورة أندريا جي. إيدلو من مستشفى ماساتشوستس العام: “ليس كل امرأة حامل مع COVID-19 يجب أن تعتقد أن طفلها سيصاب بالتوحد”، مؤكدة أن الخطر المطلق صغير جدًا بالرغم من زيادة الخطر النسبي.
وأشار خبراء الصحة العامة إلى أن النتائج تعزز أهمية التطعيم ضد COVID-19 أثناء الحمل.
وقالت الدكتورة ماري آن كوميونال من كلية الطب بجامعة دريكسيل: “هذا مهم بشكل خاص في ظل الشكوك المستمرة حول اللقاحات”.
وتأتي هذه النتائج في وقت يشهد جدلًا حول توصيات اللقاح، حيث أعلن وزير الصحة السابق روبرت ف. كينيدي جونيور أن مركز السيطرة على الأمراض CDC قد يتوقف عن التوصية باللقاح للنساء الحوامل، وهو موقف انتقده الأطباء والمنظمات الصحية، فيما لا تزال الكلية الأمريكية لأطباء التوليد وأمراض النساء توصي بالتطعيم لحماية الأم والطفل.
ويرى الباحثون أن هناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتقييم تأثير التطعيم على هذه النتائج، خاصة أن عدد قليل من المشاركات في الدراسة كن قد تلقين اللقاح.
كما يدرس البحث المستقبلي ما إذا كانت المناعة الناتجة عن التطعيم تقلل من المخاطر المحتملة المرتبطة بعدوى COVID-19 أثناء الحمل.
ويشتبه العلماء أن آثار الفيروس على الجنين قد تعود جزئيًا إلى استجابة الأم المناعية، لا سيما الالتهابات التي قد تؤثر على نمو الدماغ، وليس الفيروس نفسه مباشرة.
مع ذلك، يحذر الخبراء من أن عوامل أخرى مثل السمنة وارتفاع ضغط الدم أو السكري الحملي قد تشوش النتائج، إلا أن الدراسة تقوي الدعوة لحماية النساء الحوامل من خلال التطعيم والمراقبة الطبية الدقيقة لضمان سلامة الأم والطفل.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









