تستمر الجهود البحثية لمكافحة مرض الزهايمر، الذي يصادف يومه العالمي الأحد المقبل، مع تركيز خاص على تحسين التشخيص المبكر.
ورغم التقدم في بعض المجالات، لا تزال الأوساط العلمية بعيدة عن تطوير علاج فعّال للمرض، فيما يثير النقاش حول فاعلية الأدوية الجديدة جدلاً واسعًا.
يُعدّ دواءاً “كيسونلا” (دونانيماب) من شركة إيلاي ليلي و”ليكيمبي” (ليكانماب) من شركتي بايوجين وإيساي، من بين أول الأدوية التي أظهرت قدرة على إبطاء أعراض مرض الزهايمر بشكل واضح، لكن هذه الفوائد تظهر بشكل رئيسي لدى المرضى في المراحل المبكرة فقط، وتظل متواضعة وفقًا لعدد من الخبراء. كما يمكن أن تسبب هذه الأدوية نزفًا دماغيًا شديد الخطورة لدى بعض المرضى.
تختلف المواقف الرسمية تجاه هذه الأدوية عالميًا، ففي فرنسا قررت السلطات في بداية سبتمبر/ أيلول عدم تغطية تكاليفها ضمن الضمان الاجتماعي، بينما تسعى بعض الجمعيات في المملكة المتحدة للحصول على ترخيص لاستخدامها، فيما تبقى جمعيات أخرى أكثر تحفظًا، مشددة على ضرورة مراعاة القيود الجوهرية لهذه الأدوية.
إلى جانب الأدوية، شهدت السنوات الأخيرة تقدمًا كبيرًا في التشخيص المبكر من خلال اختبار دم بسيط يحدد المؤشرات البيولوجية المرتبطة بمرض الزهايمر، وهو ما يمثل ثورة مقارنة بالطرق التقليدية المعقدة والمكلفة، مثل البزل القطني.
وقد أجيز أول فحص دم في الولايات المتحدة في مايو الماضي، بينما لا تزال أوروبا تعمل على برامج واسعة لتقييم جدواه.
تثير هذه التطورات جدلاً علميًا، إذ يعتقد بعض الخبراء أن التشخيص المبكر قبل ظهور الأعراض السريرية يمكن أن يعزز فاعلية العلاجات الجديدة.
وفي الوقت نفسه، يحذر آخرون من أن بعض المرضى يظهرون مؤشرات بيولوجية غير طبيعية دون أن يصابوا بالخرف أبدًا، ما يثير التساؤل حول مدى دقة هذه الاختبارات وحدها.
يركز البحث أيضًا على عوامل الخطر المرتبطة بالمرض، مثل ضعف السمع والتدخين والسمنة، ويُختبر تأثير برامج الدعم التي تشجع المرضى على النشاط البدني واتباع أنظمة غذائية صحية.
رغم بعض التباطؤ المحدود في التدهور المعرفي، يبقى التأثير الكلي محدودًا، حسب الدراسات الحديثة، بما في ذلك دراسة نشرتها مجلة JAMA هذا الصيف.
ومع ذلك، يرى بعض الباحثين أن التقدم الحاصل يمثل إنجازًا مهمًا، نظرًا لطبيعة اضطرابات تطورية طويلة الأمد، التي تتطلب تجارب سريرية ممتدة قد تصل لعشر سنوات أو أكثر لتقييم الفاعلية الحقيقية للعلاجات والتدخلات.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









