كشف فريق من العلماء عن تطوير اختبار جيني مبتكر يمكنه التنبؤ بإمكانية إصابة الأطفال بالسمنة المفرطة عند وصولهم إلى مرحلة البلوغ، مما قد يفتح الباب أمام استراتيجيات وقائية مبكرة تحدّ من هذه الظاهرة الصحية العالمية.
ووفق ما نشرته صحيفة نيويورك بوست الأميركية، يعتمد الاختبار على ما يُعرف بـ مقياس المخاطر الجينية المتعددة (PGS)، وهو أداة تجمع بين تأثير مئات الآلاف من المتغيرات الجينية التي قد يحملها الفرد، لتقدير احتمالية إصابته بالسمنة في مراحل لاحقة من حياته.
وأوضح الباحثون أن الاختبار شُكّل بعد تحليل بيانات جينية ضخمة جُمعت من أكثر من خمسة ملايين شخص، ما يمنحه دقة غير مسبوقة في توقع المخاطر.
وبحسب الدراسة، يمكن إجراء الفحص للأطفال اعتباراً من عمر خمس سنوات، أي قبل أن تبدأ التغيرات الطبيعية في الوزن بالظهور، الأمر الذي يمنح العائلات والأطباء فرصة للتدخل المبكر.
الباحثون المنتمون إلى مركز مؤسسة نوفونورديسك لأبحاث الأيض الأساسية (CBMR) في جامعة كوبنهاغن، أكدوا أن نتائج الاختبار قد تساعد على تصميم برامج وقائية مخصصة للأطفال المعرضين للسمنة، مثل تبني أنماط حياة صحية ترتكز على التغذية السليمة والنشاط البدني المنتظم منذ سن مبكرة.
وأشار الفريق إلى أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في كونه يتيح التنبؤ بالمشكلة قبل وقت طويل من تراكم عوامل الخطر الأخرى، مثل العادات الغذائية السيئة أو قلة الحركة، مما يرفع فرص النجاح في الوقاية ويخفف الأعباء الصحية والاقتصادية المرتبطة بالسمنة لاحقاً.
وفي بيان صحافي، وصف الدكتور رويلوف سميت، الباحث الرئيسي في الدراسة، النتائج بأنها “قوية للغاية”، موضحاً أن قدرة الاختبار على تحديد احتمالية السمنة قبل ظهور أي مؤشرات أخرى تمثل نقلة نوعية في مجال الطب الوقائي.
وأضاف: “التدخل في هذه المرحلة المبكرة يمكن أن يُحدث تأثيراً هائلاً على صحة الأطفال في المستقبل”.
ومع ذلك، أقر الفريق البحثي بوجود قيود واضحة، حيث أظهرت البيانات أن الاختبار كان أكثر دقة بكثير في التنبؤ بالسمنة بين الأشخاص من أصول أوروبية، مقارنة بنظرائهم من أصول إفريقية أو خلفيات عرقية أخرى.
وهو ما يشير إلى الحاجة لإجراء أبحاث إضافية على نطاق أوسع يشمل تنوعاً جينياً أكبر.
يأتي هذا التطور في وقت تشهد فيه السمنة انتشاراً واسعاً حول العالم، وتُعتبر من أبرز عوامل الخطر للإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري وأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم.
ويأمل الخبراء أن يسهم الاختبار الجيني الجديد في تقليل معدلات السمنة العالمية عبر التركيز على الوقاية المبكرة بدلاً من الاكتفاء بالعلاج في مراحل متأخرة.
المصدر: info3
https://info3.com/Medical-News/240992/text/highlight/فحص-جديد-يكشف-خطر-السمنة-لدى-الأطفال-في-سن-الخامسة
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









