قد يبدو أن المكملات الغذائية والعشبية آمنة، لكنها في الواقع قد تشكل خطراً على الكبد إذا تم تناولها بشكل مفرط أو دون استشارة طبية. هناك عدة مكملات شائعة يمكن أن تسبب أضراراً كبدية، حسبما ذكر موقع «فيري ويل هيلث».
من بين هذه المكملات، الكركم المعروف بخصائصه المضادة للالتهابات، ويُستخدم عادة لعلاج التهاب المفاصل ومشاكل الجهاز الهضمي. ورغم فوائده، فإن تناول مكملات الكركم بشكل مفرط قد يؤدي إلى إجهاد الكبد أو تلفه. وقد حددت منظمة الصحة العالمية أن الجرعة اليومية المقبولة تتراوح بين 0 و3 ملغ لكل كيلوغرام من وزن الجسم، لتجنب أي آثار جانبية محتملة.
مكملات الشاي الأخضر تحظى بشعبية كبيرة لما يُعتقد من فوائدها في إنقاص الوزن ومكافحة السرطان. ومع ذلك، يحتوي الشاي الأخضر على مركب إيبيغالوكاتشين غالات (EGCG) الذي قد يكون ساماً للكبد إذا تم استهلاكه بكميات كبيرة، ما يجعل الالتزام بالجرعات الموصى بها أمراً ضرورياً لتفادي المضاعفات الصحية.
الأشواغاندا أيضاً من المكملات العشبية المنتشرة، ويستخدمها البعض لتخفيف التوتر أو دعم الصحة العامة. لكن هناك تقارير من الولايات المتحدة تفيد بحدوث إصابات كبدية مرتبطة بتناول الأشواغاندا، خصوصاً عند استخدامها مع مكملات أخرى أو لدى الأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي لأمراض الكبد، ما يبرز أهمية استشارة طبيب قبل تناولها.
أما مكملات غارسينيا كامبوجيا، التي تحتوي على حمض الهيدروكسي ستريك (HCA) وتُروّج لفقدان الوزن، فقد تم ربطها بتلف الكبد، خصوصاً عند تناولها بالتزامن مع أدوية أو مكملات أخرى، إذ تشير الدراسات إلى أن تفاعلاتها مع أدوية مختلفة قد تزيد من مخاطر الإصابة.
مكمل أرز الخميرة الحمراء يستخدم عادة لخفض الكولسترول، إلا أنه يحتوي على ستاتين طبيعي يمكن أن يسبب تلفاً في الكبد، خاصة عند تناول جرعات مرتفعة. وهناك حالات موثقة لأشخاص أصيبوا بالتهاب كبدي بعد أسابيع قليلة من بدء استخدام هذا المكمل، وتحسنت حالتهم بعد التوقف عنه، مما يعكس قدرة الكبد على التعافي عند إزالة العامل الضار.
الكوهوش الأسود، منتج عشبي آخر، يُستخدم لتخفيف أعراض انقطاع الطمث، لكن هناك تقارير تربطه بتلف خطير في الكبد، ما يحتم الحذر واستشارة الطبيب قبل استخدامه.
بالتالي، على الرغم من انتشار هذه المكملات واعتبارها طبيعية وآمنة، فإن الإفراط في استخدامها أو تناولها دون إشراف طبي قد يؤدي إلى مضاعفات كبدية خطيرة. من المهم دائماً الالتزام بالجرعات الموصى بها ومراجعة الطبيب، خصوصاً للأشخاص الذين يعانون من مشاكل كبدية سابقة أو يتناولون أدوية أخرى، لضمان الاستخدام الآمن لهذه المكملات.
لذلك، يجدر بالمستهلكين التعامل مع المكملات الغذائية والعشبية بحذر وعدم الاستهانة بخطرها المحتمل على الكبد. الاستشارة الطبية والالتزام بالجرعات الموصى بها هما السبيل الأمثل للاستفادة من فوائد هذه المكملات دون تعريض الصحة للخطر، خصوصاً للأشخاص الذين لديهم تاريخ مرضي كبدي أو يتناولون أدوية أخرى، ما يعزز السلامة العامة ويقلل من احتمالية التعرض لمضاعفات صحية خطيرة.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









