في مقابلة خاصة مع الزميلة نسرين الظواهرة في برنامج عمر جديد عبر إذاعة أغاني أغاني على الموجة 87.9 FM، فتح الإعلامي والشاعر اللبناني زاهي وهبي قلبه متحدثاً عن تجربته الممتدة على مدى أربعين عاماً في الإعلام والثقافة، وعن رؤيته للتحديات التي يواجهها الجيل الجديد في زمن السرعة والذكاء الاصطناعي. استهل زاهي وهبي حديثه بشكر نسرين الظواهرة على ثقتها، مؤكداً أن لكل عصر جيله وأدواته ومعاييره المختلفة، لكن التجربة الطويلة تمنحه حق إبداء الرأي والنصيحة. وقال: “أيّاً كان مجال عملك، الثقافة العامة تبقى ذخيرة أساسية، فهي ترافقك أمام كل المتغيرات. اليوم الحياة أسرع بكثير، والذكاء الاصطناعي بدأ يحتل مكان البشر في كثير من الوظائف، لكنّه لا يمكن أن يحل محل المبدع أو المثقف.” وأضاف الإعلامي المخضرم زاهي وهبي أن على الشباب ألا يكتفوا باستخدام الأدوات الرقمية بشكل سطحي بحثاً عن “لايكات” ومتابعين، بل عليهم تحصين أنفسهم بالعلم والمعرفة. فمع دخول الذكاء الاصطناعي إلى سوق العمل، الفرص ستقلّ ونوعية الوظائف ستتغيّر. لذلك يجب أن تواكب مناهج التعليم في المدارس والجامعات هذه التحولات، وهذا سؤال يُطرح على وزارة التربية.” وتوقف وهبي عند أزمة اللغة العربية، مشيراً إلى أن الجيل الجديد يعاني ضعفاً واضحاً في الكتابة بالعربية، وقال: “هذه المشكلة موجودة في الدول العربية فقط، وأكثرها في لبنان. هل يمكن أن نتخيّل شاباً ألمانياً لا يعرف التحدث بالألمانية أو روسياً لا يعرف كتابة لغته؟” وعن الإعلاميين الذين يتابعهم، أبدا إعجابه ببرنامج “The stage” الذي قدمته كارلا حداد لتكريم الفنانين الراحلين، وذكر مشاركته في حلقات عن الكبار كصوت العرب نجاح سلام والموسيقار ملحم بركات. كما أثنى على أعمال رودولف هلال ومحمد قيس، معتبراً أن برنامج محمد قيس لم يستهلك نفسه بعد. وتحدث زاهي وهبي عن تجربته في العصر الذهبي للفضائيات خلال التسعينات، حين كان تلفزيون “المستقبل” و”LBC” في صدارة المشهد العربي، قائلاً: “كنا نسافر ونجد الناس بانتظارنا في الفنادق. تلك الفترة كانت ذهبية للإعلام العربي كله، وليست للبنان فقط.” وعن بداياته، أوضح أنه دخل الإعلام من باب الشعر، وليس العكس، إذ كان قد أصدر ديوانين شعريين قبل أن يبدأ عمله التلفزيوني عام 1992، بعد سبع سنوات من العمل في الصحافة المكتوبة والمسموعة. أما عن علاقته بالجيل الجديد، فأكد أنه يتعلم منهم بقدر ما ينقل لهم خبرته، قائلاً: “الأفكار مثل الحديد، قد تصدأ مع الزمن والهموم، لذلك نحن بحاجة إلى تجديد نظرتنا عبر الشباب.” وفي حديثه عن الحظ، استشهد بجملة كتبها: “لم يكن الحظ يوماً معي، كان الله.” وأوضح أنه يؤمن بالتوفيق الرباني لا بالحظ، مستعيداً كلمات والدته: “الله يوفق كل الناس حتى يوفقك، ويرزق كل الناس حتى يرزقك.” وانتقد بعض مدربين الحياة الذين يروّجون لفكرة حب الذات فقط، مؤكداً أن القيم التي تربى عليها تقوم على حب الآخرين ومساندتهم. كما كشف زاهي وهبي عن كتابته قصيدة حب لامرأة مصابة بسرطان الثدي، مؤكداً أن الشعراء يضعون مشاعرهم على الورق لكنهم يعيشون هموم الحياة اليومية مثل أي إنسان، من أزمات الكهرباء والمازوت إلى أقساط المدارس. وفي ختام المقابلة، تحدث عن الأزمات السياسية التي عاشها لبنان منذ اغتـ ـيال الرئيس الشهـ ـيد رفيق الحريري عام 2005، معتبراً أن الشعب اللبناني طيب ويتأثر بالخطاب السياسي والإعلامي، لكنه قادر على التلاقي حول قواسم مشتركة. وعن تجربته الشخصية قال: “أنا أنظر بعين الرضا إلى مسيرتي، رغم أنني قاسٍ على نفسي وأنتقد بعض مقابلاتي وأسئلتي. لكن في النهاية، لكل مقام مقال.”

يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









