أعلنت شركة الأدوية الدنماركية «نوفو نورديسك» الثلاثاء أن دواءها الشهير «ويغوفي»، المكون النشط فيه «سيماغلوتايد» والمستخدم لإنقاص الوزن، لا يُظهر أي تأثير في إبطاء مرض ألزهايمر، رغم الآمال الأولية في أن يكون علاجًا واعدًا للخرف.
وجاء هذا الإعلان بعد نتائج تجربتين كبيرتين شملتا أكثر من 3800 مشارك من كبار السن الذين يعانون ضعفًا إدراكيًا خفيفًا أو خرفًا خفيفًا بسبب ألزهايمر.
وقد أظهرت التجارب أن «سيماغلوتايد»، وهو عقار من فئة «جي إل بي-1» المستخدم عادة لإدارة داء السكري من النوع الثاني والسمنة، لم يُحدث فرقًا يُذكر مقارنةً بالعلاج الوهمي.
وتعد هذه النتائج صدمة للأطباء والمرضى على حد سواء، خصوصًا بعد التوقعات المبكرة التي أشارت إلى إمكانية استفادة مرضى ألزهايمر من تأثير الدواء على مسارات مرضية متعلقة بالدماغ.
وقالت الدكتورة سوزان كولهاس من مؤسسة أبحاث ألزهايمر في المملكة المتحدة إن النتائج الجديدة «تُظهر بوضوح أن مرض ألزهايمر معقد للغاية، وأن نهجًا واحدًا لن يكون كافيًا لإبطاء تقدمه».
وعلى الرغم من خيبة الأمل، أوضح مارتن هولست لانغ، كبير المسؤولين العلميين في «نوفو نورديسك»، أن التجربة لم تذهب هباءً، وقال في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي): «بناءً على الحاجة الملحة لمرضى ألزهايمر، كان من مسؤوليتنا استكشافإمكانات سيماغلوتايد، حتى وإن كانت احتمالات نجاحه ضعيفة. ورغم أنه لم يبطئ تطور المرض، إلا أن الأدلة التي تدعم فعاليته في السيطرة على السكري والسمنة لا تزال قائمة».
تراوحت أعمار المشاركين في التجارب بين 55 و85 عامًا، وتمت مراقبة تطور الخرف لديهم عبر اختبارات ومقابلات دقيقة. وأظهرت النتائج تحسنًا في بعض المؤشرات البيولوجية المرتبطة بمرض ألزهايمر، مثل مستويات البروتينات الدماغية، لكن هذا التحسن لم يُترجم إلى أي تأثير ملموس على الأداء الإدراكي أو تباطؤ فقدان الذاكرة.
وأكدت كولهاس أن هذا الفشل التجريبي يسلط الضوء على الطبيعة المتعددة الأبعاد للمرض، مشيرةً إلى أن البحث يجب أن يركز على تطوير علاجات متعددة تهاجم المرض من زوايا مختلفة، وليس الاعتماد على عقار واحد.
وأضافت أن استخدام أدوية «جي إل بي-1» بشكل متزايد، خاصة لأغراض فقدان الوزن، قد يوفر فرصة لجمع بيانات طويلة الأمد عن تأثيراتها على الدماغ، وهو ما قد يساعد الباحثين في المستقبل.
من جانبها، قالت فيونا كاراغر، كبيرة مسؤولي السياسات والأبحاث في جمعية ألزهايمر، إن هذه النتائج تمثل «خيبة أمل كبيرة»، لكنها شددت على أن أي تجربة سريرية تسهم في تطوير فهم أفضل للمرض ليست مضيعة للوقت.
وأوضحت أن هناك أكثر من 130 دواءً قيد التجارب السريرية لعلاج ألزهايمر، بما في ذلك نحو 30 عقارًا في المرحلة الأخيرة قبل تقييم الجهات التنظيمية، مما يعطي أملًا مستمرًا في العثور على علاج فعال في المستقبل القريب.
تظل التجارب الجارية والأبحاث المستمرة دليلًا على التحديات الكبيرة التي تواجه العلماء في مكافحة مرض ألزهايمر، المرض الذي يصيب ملايين الأشخاص حول العالم ويستنزف الموارد الصحية والاقتصادية للأسر والمجتمعات.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









