شهد الوسط الفني العربي في الأيام الأخيرة حالة من الجدل الواسع، إثر تصريحات أدلى بها الفنان السوري القدير سلوم حداد، اعتبر فيها أن غالبية الفنانين المصريين لا يتقنون نطق اللغة العربية الفصحى في الأعمال التاريخية، مستثنيًا من ذلك رموزًا راحلين مثل نور الشريف وعبد الله غيث، الذين وصفهم بأنهم “نموذج نادر في الأداء الفصيح”.
التصريح الذي أعيد تداوله عبر منصات التواصل الاجتماعي، أثار موجة غضب بين الفنانين المصريين، واعتبره البعض إساءة مباشرة لتاريخ الفن المصري. نقيب المهن التمثيلية في مصر، الدكتور أشرف زكي، دان التصريح بشدة، مؤكدًا أن “من يتحدث عن الفنانين المصريين عليه أن يتعلّم أولًا”، مستشهدًا ببيت شعر للشاعر المتوكل الليثي: “يا أيها الرجلُ المُعلّم غيره، هلّا لنفسك كان ذا التعليم”.
الفنان أحمد ماهر شنّ هجومًا لاذعًا على حداد، قائلاً: “اللي يتكلم عن مصر لازم يتوضأ ويتمضمض بالمسك، لأن فناني مصر هم رواد هذه المهنة، وهم من صدّروا الفن للمنطقة العربية”. وأضاف: “أين بصمة سلوم حداد في الساحة العربية؟ نحن لدينا قامات مثل محمود ياسين، سميحة أيوب، وسميرة عبد العزيز، الذين جسّدوا الفصحى في أرقى صورها”.
في المقابل، خرج سلوم حداد بتصريح توضيحي، مؤكدًا أن كلامه قديم وأُخرج من سياقه، قائلاً: “أنا أعتذر لكل من شعر بالإساءة، لم أقصد التقليل من الفنانين المصريين، فهم أساتذتنا وقدوتنا، وهم من علّمونا في المسرح والتلفزيون”. وأضاف: “الدية عند الكرام هي الاعتذار، وأنا لا أمتلك حسابات على السوشيال ميديا، وما يُنشر لا يمثلني”.
وقد أعلن أشرف زكي قبول الاعتذار، داعيًا إلى طيّ صفحة الخلاف، مشددًا على أن العلاقة بين الفنانين في مصر وسوريا متجذّرة، ولا يجب أن تتأثر بتصريح عابر.
هكذا، تحوّل تصريح فني إلى أزمة إعلامية، قبل أن تُغلق بهدوء على وقع الاعتذار، في مشهد يعكس حساسية العلاقة بين النقد الفني واحترام الرموز الثقافية في العالم العربي.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









