شهدت دار المزادات العالمية سوذبيز في نيويورك حدثًا استثنائيًا اليوم الخميس، بعدما بيعت لوحة بورتريه نادرة للفنانة المكسيكية الشهيرة فريدا كاهلو مقابل 54,66 مليون دولار، لتسجل بذلك أعلى سعر يُدفع في مزاد علني مقابل عمل فني من إنجاز امرأة في التاريخ. وقد أثار هذا الرقم القياسي الجديد اهتمام الأوساط الفنية العالمية، نظرًا للأهمية الكبيرة التي تحظى بها أعمال كاهلو ورمزيتها في الفن الحديث.
وتحمل اللوحة عنوان “الحلم (الغرفة)”، وهي عمل أنجزته كاهلو عام 1940، خلال واحدة من أكثر الفترات حساسية وتعقيدًا في حياتها الشخصية والفنية. فقد كانت تلك المرحلة مطبوعة بعلاقتها المتقلّبة مع زوجها الفنان المكسيكي الشهير دييغو ريفيرا، والتي انعكست بوضوح على عدد من أعمالها التي تجمع بين الألم والرغبة والقلق والبحث الدائم عن الهوية.
وبهذا السعر الضخم، تتخطى اللوحة الرقم القياسي السابق الذي حققته الفنانة الأميركية جورجيا أوكيف عام 2014، عندما بيعت إحدى لوحاتها بـ 44,4 مليون دولار. وقالت دار “سوذبيز” في منشور عبر منصة “إكس” إن بيع هذه اللوحة يمثل محطة مفصلية في تاريخ المزادات الخاصة بأعمال الفنانات النساء.
ويصوّر العمل كاهلو وهي نائمة على سرير يبدو معلقًا في السماء، بينما يعلوه هيكل عظمي ضخم تحيط بساقيه أصابع من الديناميت، في مشهد غني بالرموز البصرية والدلالات النفسية. ويُعرف عن كاهلو شغفها برسم الذات واستخدام رموز مستمدة من الثقافة المكسيكية التقليدية، ممزوجة بأساليب تصويرية أقرب إلى السريالية.
وقالت آنا دي ستاسي، رئيسة قسم فن أميركا اللاتينية في “سوذبيز”، لوكالة فرانس برس إن هذا العمل يُعد أحد أكثر اللوحات “خصوصية وحميمية”، لأن كاهلو “دمجت فيه بين الفولكلور المكسيكي والسريالية الأوروبية”. وأضافت أن الفنانة الراحلة، رغم رفضها الدائم تصنيف أعمالها ضمن الحركة السريالية، “تُظهر في هذه اللوحة رموزًا بصرية تجعل هذا التصنيف مناسبًا تمامًا”.
ولفتت دار “سوذبيز” أيضًا إلى أن الهيكل العظمي الذي يظهر في اللوحة لم يكن مجرد عنصر فني، بل كان لكاهلو قطعة مشابهة مصنوعة من الورق المعجّن موضوعَة فوق سريرها في منزلها، وهو ما يعكس ارتباطها العميق بفكرة الموت، التي شكّلت إحدى الثيمات المركزية في أعمالها.
وقد عانت كاهلو خلال حياتها من آلام جسدية شديدة، بدءًا من إصابتها بشلل الأطفال في طفولتها، وصولًا إلى حادث الحافلة المروّع عام 1925، الذي ترك آثارًا صحية ونفسية رافقتها طوال حياتها وحتى وفاتها عام 1954 عن عمر 47 عامًا.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









