شهد عام 2025 لحظات فارقة في عالم الموضة، عامًا تلاقت فيه وداع رموز الصناعة مع صعود أسماء جديدة وعروض أيقونية شكلت خارطة المستقبل لعقود قادمة. من بدايته، بدا واضحًا أن هذا العام سيكتب فصولًا جديدة في تاريخ الموضة، مع تغييرات جذرية في قيادة دور الأزياء الكبرى ومناسبات مذهلة أسرت العالم.
في قلب هذه التحولات، شهدت دور الأزياء الكبرى موجة تعيينات غير مسبوقة. تولت راشيل سكوت قيادة بروينزا سكولر، بينما تسلمت لويز تروتر إدارة بوتيغا فينيتا، وميريل روج قيادة مارني، فيما أخذ ماثيو بلازي زمام الإبداع في شانيل. جاءت هذه الخطوات ردًا على تراجع الاستهلاك العالمي وارتفاع الأسعار، محاولة لإعادة الحيوية والتنافسية للقطاع.
لم يكن العام أقل إثارة على منصات العرض، حيث خطف كندريك لامار الأنظار خلال مباراة “سوبر بأول” بإطلالة مميزة من جاكيت مارتين روز وجينز فلير، في لحظة جسدت التقاء الموسيقى والموضة كحالة فنية واحدة. وفي مارس، استضاف متحف اللوفر النسخة الفرنسية من “ميت غالا”، جامعًا نجوم الموضة والفن لدعم معرض Louvre Couture والحفاظ على إرث المتحف.
وشهد شهر نيسان أبريل وداع دوناتيلا فيرساتشي بعد 28 عامًا من الإبداع، لتتولى داريـو فيتالي القيادة قبل أن تستحوذ مجموعة برادا لاحقًا على الدار. في الوقت نفسه، أشعلت بيونسيه عروض جولتها “كاو بوي كارتر” بالتعاون مع إيلي صعب وسكياپاريللي وموسكينو ومارجيله وLevi’s، لتصبح عروضها محطات فنية تخلد في ذاكرة العالم. وفي مايو، افتتح المتحف المتروبوليتان معرض “Superfine: Tailoring Black Style” الذي استعرض تاريخ الأناقة السوداء وابتكارات فيرجيل آبلوه ومارتين روز، محتفيًا بالهوية والثقافة.
كما شهد حزيران يونيو أول “ووتش بارتي” في باريس، عندما نظم صانع المحتوى “لياس” عرضًا جماعيًا لمشاهدة عروض ديور، قبل أن يتحول الحدث إلى تجمع جماهيري عرض فيه عروض سانت لوران وشانيل وبالنسياغا في الهواء الطلق، مزيجًا بين الفن والموضة في أجواء تفاعلية لا تُنسى. ومع حلول سبتمبر، انطلقت افتتاحيات لمصممين جدد مثل ديمنا في غوتشي وماثيو بلازي في شانيل، بينما ودّع العالم المصمم الأسطوري جورجيو أرماني عن عمر 91 عامًا، تاركًا إرثًا خالدًا مع جنازة وطنية في أرماني تياترو.
وقد حول ماثيو بلازي قبة “غراند باليه” إلى نظام شمسي نابض بالإبداع في عرضه الأول لشانيل، مختتمًا العرض بمشهد ساحر جمع العارضة أوار أودهيانغ بالمصمم. في الوقت ذاته، كتبت غريس ويلز بونر التاريخ في هيرمس بتوليها منصبًا قياديًا لتصبح أول امرأة سوداء تتبوأ منصبًا بهذا الوزن في دار فرنسية كبرى، خطوة احتفى بها العالم بكل فخر.
وفي تشرين الثاني نوفمبر، أثار افتتاح متجر “شي إن” الدائم في باريس موجة احتجاجات واسعة بسبب الجدل حول ممارسات العلامة البيئية والعمالية. وفي نفس الشهر، أعلن أوليفييه روستينغ رحيله عن Balmain بعد 14 عامًا، ليخلفه المصمم أنطونان ترون، الذي استعد لتقديم مجموعته الأولى في مارس 2026، مع بداية فصل جديد للدار.
واختتم عام 2025 بلحظة خالدة في British Fashion Awards، حين حصدت أنوك ياي لقب “عارضة العام”، ووجهت خطابًا مؤثرًا للفتيات السود الصغيرات حول العالم، موجهة رسالة أمل وقوة، لتصبح رمزًا للتنوع والتمكين في صناعة الموضة، خاتمة عام استثنائي ملهم بكل المقاييس.
إن عام 2025 سيبقى محفورًا في ذاكرة عالم الموضة، ليس فقط لتوديع عمالقة الصناعة وظهور أسماء جديدة، بل لما حمله من لحظات ابتكار جسدت التقاء الفن، الثقافة، والموسيقى مع الأزياء. كان عامًا استثنائيًا أكّد على قدرة الموضة على التجدد، والاحتفاء بالتنوع، وتمكين الأصوات الجديدة، مع الحفاظ على إرث الماضي. ومع انطلاق عام 2026، تبدو الصناعة أكثر حيوية، وإبداعها أكثر جرأة، مستعدة لكتابة فصول جديدة تحاكي طموحات المصممين، وتلهم محبي الموضة حول العالم.
يمكنكم نشر مقتطفات من المقال الحاضر، ما حده الاقصى 25% من مجموع المقال، شرط: ذكر اسم المؤلف والناشر ووضع رابط Aghani Aghani (URL) الإلكتروني الذي يحيل الى مكان مصدر المقال، تحت طائلة تطبيق احكام قانون حماية الملكية الفكرية.









