"ع مفرق طريق"... فيلم لبناني يعكس الجانب الجميل من لبنان في عز أزماته!

12:03
17-12-2022
أميرة عباس

بعيداً عن ضوضاء المدينة والضغوطات المهنية، يذهب هادي نجم (شادي حداد) في نزهة بمفرده للاسترخاء في شمال لبنان، وهناك تحديداً "ع مفرق طريق" يلتقي بمجموعة راهبات، كما يجد حب حياته بعد إصطدامه بحادث مرور مع فتاة ستصبح عروسه في نهاية الفيلم.

هذه هي القصة التي يتمحور حولها فيلم "ع مفرق طريق" الذي خرج بمعالجة سينمائية لقصة إجتماعية تعكس لنا عدة جوانب بطريقة لايت كوميدي بين حياة الشهرة والنجومية، صخب المدينة، سحر الطبيعة في لبنان، لقاء الصدفة بشريك الحياة، والعلاقة الروحية مع الله.
هذا العمل هو من بطولة شادي حداد، جوليا قصار، بيتي توتل، ميرنا مكرزل، سينتيا كرم وربى زعرور، كتابة جوزفين حبشي، إخراج لارا سابا، إنتاج وَكَنْدا فيلم وتوزيع الصبّاح إخوان. وفي تفاصيله، يروي لنا قصة هادي، وهو ممثل شاب مشهور، يحاول أن يعيد النظر بخياراته الفنية، تصله فرصة من العمر من حيث انحصرت المنافسة بينه وبين ممثل إيطالي، لتجسيد دور الحبر الأعظم عندما كان شاباً في فيلم عالمي. يقرر هادي أن ينسحب قليلاً من ضوضاء حياته للتحضير للقاء البابا، ويتجه إلى قنوبين حيث كان يقضي فصل الصيف أيام طفولته. توصله الصدفة إلى مجموعة من الراهبات، بعد حادث سيارة أوشك فيه هادي أن يدهس صبية على دراجة هوائية، سيلين. تدعوه الراهبات لقضاء عزلته عندهن في الدير حيث تمكث أيضاً سيلين. وهنا تبدأ مجموعة من المغامرات الطريفة تعيد هادي إلى بساطة الحياة وجوهرها وتضعه أمام خيارات ستغيّر مجرى حياته.
في بدايته، يُسلّط الفيلم الضوء على الصعوبات التي يواجهها الفنان في حياته المهنية، ومن هنا يأتي المُبرِّر الدرامي لنرى جمال الطبيعة اللبنانية حينما يُقرّر بطل العمل التوجّه إلى قنّوبين للابتعاد عن الأجواء المشحونة في حياته الصاخبة، ومن خلال ذلك، نقلت لنا المخرجة الصورة الجميلة في لبنان رغم المعاناة الحقيقية التي يعيشها شعبه راهناً، وننوّه بأنّ المخرجة كثيراً ما اعتمدت على لقطات إسقاطية بكاميرا Drone في مشاهِد الطبيعة المُلازمة لبساطة الحياة التي نشتاقها ونفتقدها. واللافت أنّ هذا الجانب من الفيلم يحمل في طياته رسالة تشجيعية للسياحة الدينية في لبنان.
أيضاً عكس فيلم "ع مفرق طريق" الجانب الإيجابي من الإلتزام الديني حيث أثبت للمُشاهِد أنّ هذا الإلتزام ليس رديفاً للتزمّت أو التعصّب أو التشبّث ببعض الأفكار البالية إنما على العكس تمامًا إذ أكّد على القيم الاجتماعية التي تدعو إلى المحبّة والأخوّة والتسامح، كما أشار إلى العلاقة التي تجمع الدين بالفن دون تحريمه.
وكل النقاط الآنف ذكرها وعالجها الفيلم، تؤكّد على أنّ توقيت طرحه ملائماً جداً لموسم الأعياد المجيدة الحالي.
فضلاً عن ذلك، لا بد من الإشادة بكاستينغ العمل حيث قدّم أبطاله وجميع شخصياته أدوارهم بعفوية بعيداً عن التكلّف ما ساعد في إيصال الرسالة التي يهدف إليها هذا العمل. فبالنسبة للبطل الرئيسي أي الممثل شادي حداد ليس بجديد عليه أن يؤدّي شخصيته الدرامية بإحتراف وذكاء مهني، وكلمة حق تُقال أنّ الممثلة بيتي توتل سرقت الأضواء في تجسيدها لشخصية الراهبة ضمن أحداث الفيلم.

وننوّه بما لفتنا في الانتقال من بعض المَشاهِد إلى مشاهد أخرى منفصلة وكأنها فيديو منفرد لكل شخصية على حدى تتحدث عن نفسها لتُبرّر تصرف معيّن قامت به، وهو يُعد أسلوب جديد إخراجياً.

وجدير بالذكر أنّ فيلم "عَ مفرق طريق" طُرح في دور العرض السينمائية في لبنان منذ الخامس عشر من كانون الأول/ ديسمبر، كما شارك ضمن فئة "روائع عربية" من الدورة الثانية لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في مدينة جدة السعودية التي انتهت فعالياتها في العاشر من كانون الأول/ ديسمبر، وذلك رغم أنّه يرتكز على فكرة مرتبطة بالديانة المسيحية ما يُشير إلى مدى الإنفتاح الذي وصلت إليه المملكة العربية السعودية.